لماذا لم يتم الانتصار لفلسطين من قبل سلطات الفساد..؟
برلماني يمني
احمد سيف حاشد
أما المستعمر اليوم فيختلف عن ذلك الذي كان في الأمس.. بات الاستعمار اليوم بعيداً ومتخفياً، ويحقق مآربه الشريرة، وأطماعه الكبيرة، وسياساته التوسعية من خلال حوامل وقوى محلية.. يدعم السلطات الفاسدة؛ فتأتي إليه بأوطانها.
يفتح لها حسابات في بنوكه، وتستثمر هي في مشاريعه وشريكاته، ويربطها بمصالحه، ويعقد معها الاتفاقيات العلنية والسرية، والصفقات المشبوهة، ما يزيدها ارتهاناً وتبعية، ويلحقها بأجنداته، ويستخدم شتى الطرق والوسائل لنهب شعوبها.
يعمد إلى إبقاءها في إطار مهام الدولة الوظيفية، لتنفيذ سياسته وأطماعه، ومواجهة من يرفضه أو يقاوم الارتهان له، ويحاول إبقاءها متخلّفة ما أستطاع، أسيرة ومرتهنة بمصالحها إليه.
وأكثر من هذا يدير بها أو من خلالها، حروب الجيل الرابع والخامس لتقسيم وتمزيق الأوطان الأخرى، ليستولي على مقدراتها، بكلفة ضئيلة أو بدون كلفة، فيما كلفة الشعوب تكون أوطانها.. إنها كلفة باهظة وفادحة لا يجبرها جابر أو عوض.