مذكرات

السلسلة الثامنة .. مدرسة “البروليتاريا”.. (1) فكرة عامة ولفتة مقارنة

مذكراتي .. من تفاصيل حياتي.. السلسلة الثامنة.. أحمد سيف حاشد

السلسلة الثامنة

مدرسة “البروليتاريا”

أحمد سيف حاشد

(1)

فكرة عامة ولفتة مقارنة

 

مدرسة “البروليتاريا” كانت مدرسة لأبناء البدو الرحل، تأسست في عهد الرئيس سالمين، والذي كان يهتم بتعليم أبناء البدو الرحل، ويتم جمع أشتاتهم من الصحاري والأقاصِ البعيدة؛ لكفالتهم، ونظمهم في سلك التعليم العام، ورعايتهم خلال دراستهم في مراحلها المختلفة..

 

تقع مدرسة “البروليتاريا” في منطقة تتوسط الطريق الرابط بين محافظتي لحج وعدن، وتتبع إداريا وتعليميا محافظة لحج، وكان يوجد قسم داخلي ملحقا بها توفر فيه الدولة لجميع الطلاب السكن والغذاء مجاناً.

 

درستُ الثانوية في مدرسة “البروليتاريا”.. وكان مصطلح “البروليتاريا” يُستصعب على اللسان الذي لم يألفه أو يعتاد عليه، وقد صرنا نحن فيما بعد نحفظ هذا المصطلح كما نحفظ أسماءنا، وأكثر منه صار محل اعتزاز وانتماء ومفاخرة لاسيما في المعنى الذي يحمله، والمنصبُ تحديدا في الطبقة العاملة التي كان ينظر إليها الوعي السياسي الاشتراكي والثقافة الماركسية، بأنها الطبقة الأولى المعنية بالتغيير في المجتمعات الرأسمالية، وانتقالها إلى الاشتراكية والشيوعية، واعتبار الطبقة العاملة أكثر طبقات المجتمع ثورية، والمناط بها قبل غيرها مهمة إسقاط النظام الرأسمالي في العالم..

***

عندما التحقت بهذه المدرسة في العام 1979 ربما شعرت ببعض من غربة، أو ربما حال يختلف عما أعتدت عليه، وتدريجيا تلاشى هذا الشعور.. كان أكثر طلاب هذه المدرسة أو يكاد يكون جميعهم من ريف محافظة لحج، ردفان والضالع وطور الباحة ويافع، ولا أذكر أحد من الشمال غيرى عدا محمد عبد الملك من “مرابحة القبيطة”، وعلي بادي من “آنس ذمار”، فيما مدرسة النجمة الحمراء التي كانت تبعد عن مدرستنا كيلو مترات قليلة، تحتضن أعداد كبيرة من طلاب أبناء المناطق الوسطى، والمناطق الشمالية عموما..

 

وبعد عهد غير طويل تم تحويل مدرسة “البروليتاريا” إلى معسكر اسمه اللواء الخامس، وبعد أربعين عام من تلك الأيام، وخلال هذه الحرب البشعة والظالمة على شعبنا، تم تدمير كثير من المدارس الحكومية، وتحويل عدد غير قليل منها إلى ثكنات عسكرية وسجون ومعتقلات، وبعضها يجري الهدم والتوسيع فيها لصالح مشاريع تجارية..

 

أما من حيث النوعية والجودة، فقد بات التعليم ضعيفا وهشا ومتخلفا ومشوها، وفوق ذلك يدفع أهالي الطلاب المال برسوم فاقت قدرات كثير من ولاة أمورهم، ويتسرب كثير من الطلاب من مدارسهم، ويجري تحشيد بعضهم من المدارس، وهم دون سن الرشد، كمحاطب حرب، وتتخلى سلطات الأمر الواقع على اختلاف مسمياتها عن وظيفة خدمة التعليم المجانية، لصالح التعليم الخاص الذي لا يخلوا هو الأخر من بؤس وهشاشة..

 

وأكثر من هذا وذاك بات المعلم في هذه الحرب اللعينة وللسنة السابعة في كثير من المدارس يعمل دون أجر، وفي بعضها بُخس أجره حتى كاد أن يكون بدون أجر، وبعضها بحافز لا يكفي وجبة غذاء لمعلم واحد دون أسرته، ومع ذلك بُخل عليه حتّى أن يُعطى هذا الحافز الحقير حقارة هذه السلطات المريعة التي تحكمه..

 

سلطات هذه الأيام تريد معلم ليس لديه أسرة أو عائلة أو معدة.. معلم لا يأكل ولا يشرب ولا يحتاج.. تريد معلم بائس وذليل وخاضع ويعمل دون مقابل.. سلطات تريد معلمين يأكلون ويشربون الهواء، وحتى الهواء بودهم أن يقطعونه عليهم لو كان يُشترى. وإن أحتج هذا المعلم الجائع والمسحوق استولوا على خدمته وشقاء سنين عمره لمجرد أنه طالب بحق من حقوقه..

 

إننا نُساق قهرا وعنوة إلى وضع أكثر سوءا وإذلالا للإنسان من العهد العبودي الأول.. عهد أكبر كارثية مما مر ومما حل.. إننا نعيش وضع أشبه بعهد يشهد ردة حضارية مروعة وعارمة..

***

يتبع…

الصورة لبعض زملائي في مدرسة البروليتاريا .. أنيس وعبدالجبار وآخر من الصبيحة و جميل وناصر من شعب ومحمد عبدالملك من القبيطة وفضل من الضالع..

 

موقع يمنات الاخباري

موقع برلماني يمني

صفحة احمد سيف حاشد على تويتر

صفحة احمد سيف حاشد على تويتر 2

حساب احمد سيف حاشد على الفيسبوك

صفحة احمد سيف حاشد على الفيسبوك

قناة احمد سيف حاشد على التليجرام

مجموعة احمد سيف حاشد على التليجرام

“Yemenat” news site

MP Ahmed Seif Hashed’s websit

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Facebook”

Ahmed Seif Hashed’s Facebook page

Ahmed Seif Hashed

Ahmed Seif Hashed channel on telegram

Ahmed Seif Hashed group on telegram

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى