القيرعي الباحث عن المواطنة

برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
محمد علي القيرعي الذي يذوي عمره ولم يبق منه إلا أفول وحصد خيبة.. بلغ به المرض مرحلة متقدمة من الفتك به.. القيرعي الباحث عن المواطنة له ولأبناء جلدته الذين يرزحون تحت وطأة ونير الاستبداد والتمييز والعنصرية كل تلك القرون التي تقادمت وتأبى أن ترحل عنهم أو تشيخ.. ينسحقون تحت جنازيرها ودكاكاتها ولا يجدون من المجتمع الذي يحيط بهم إلا مزيد من الصد والنبذ والتخلي والعنصرية..!!
القيرعي يبحث عن العدالة فلا يجد إلا الظلم في مواجهته متوحشا.. يجد الإزدراء أكبر من قدر.. يبحث عن المساواة فلا يجد إلا غشامة عنصرية فجه تحكم وتسود؛ فينفجر احتجاجا في وجه المجتمع والأقدار والمشيئة ويفجر الأسئلة في كتابه المشحون بالاحتجاج والوجع والنزيف:
لماذا يا ترى تعاندنا أقدارنا! لماذا يقف الجميع صفا واحدا ضدنا بدءاً من الأقدار والمشيئة والتاريخ، وانتهاءً بالمجتمع الفاقد هو الآخر طريقه صوب الحضارة الإنسانية..؟!!
ووسط محيط هذا القهر العنصري المجتمعي الذي يموج يسألني: يا صديقي الوحيد المتبقي لي وسط كل هذا العهر والبغض والدمار والكراهية العنصرية التي تسمم من حولنا كل مظاهر الحياة الإنسانية.. أفدني من أين يأتي كل هذا الكره؟ لماذا تسود على الدوام لغة العنف والقوة والازدراء؟ لماذا لايزال معيار الإفك والتفوق العرقي والسلالي هو المحدد الدائم لمسار العلاقات الإنسانية المريضة والمتخلفة؟ وكيف يعقل أن ينبذ شخص ما ويهان ويستعبد لمجرد أن لون بشرته سوداء..؟
يا صديقي المتبقي وسط كل هذا الحزن والفوضى والألم المستكين، أستحلفك بكل اللحظات الجميلة التي جمعتنا معا، ساعدني لأكفر بكل ما يمت بصلة للتاريخ والمشيئة والبشرية المعتوهة والمشوهة.