تغاريد غير مشفّرة .. تكفير وتحريض وتهديد
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
(1)
تم تكفيرنا بالاسم في الحديدة من قبل أحد أئمة المساجد في خطبة جمعة.
سبق وأن تم التحريض علينا والإساءة إلينا وتأليب الرأي العام ضدنا بخطب الجمعة في صنعاء من قبل العديد من أئمة المساجد..
تم تهديدنا ويهودتنا برسائل نصية من أشخاص معرفين ومجهولين، وبعضهم أتباع، وبعضهم أقرباء لأشخاص في مركز السلطة والقرار، وبعضهم مقربين من قيادين ومسؤولين في سلطة صنعاء.
تم شيطتنا وشتمنا والإساءة إلينا في خطبة جمعة من قبل الدكتور خالد القروطي الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية جامعة ذمار، وهو خريج سابق من جامعة أم القرى بمكة، ومحمي اليوم من سلطة صنعاء.
اليوم يتم التحريض والإساءة إلينا من قبل بعض الدكاترة في محاضراتهم في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، وهم موالين لسلطة صنعاء.
وبعضهم يرمينا في وسائل التواصل الاجتماعي بتهم الإساءة للثوابت الوطنية والدينية، ولعوائل الشهداء والجرحى، لمجرد أننا نطالب بمرتبات المعلمين وهي من صميم الحقوق، ولأن لنا رأياً ووجهة نظر أخرى تتعارض مع مزاعم جماعتهم أو مع ما تقوله وتتبنيه تلك الجماعة.
كل هذا يتم للأسف برعاية السلطة، أو على الأقل بتواطؤها على خلفية موقفنا الحقوقي، وموقفنا السياسي منها، لا أكثر.
(2)
هكذا ينظرون إلينا ويحرضون علينا، وبعض من هذا جاء على لسان خطيب الجمعة الدكتور خالد القروطي، والتي حكته مقاطع بعض فيديوهات خُطبه.. وما خفي أعظم.
هكذا يتفجر العفن في نفوسهم المريضة والموحلة بالقذارة ..!!
هكذا يسقطون عُقدهم وعاهاتهم وعنصريتهم وتفاهاتهم وسقوطهم المريع من منابر الخطابة ومآذن المساجد التي ترعاها السلطة، وتغدق عليها بأموال شعبنا المنكوب بهم.
وقال ضمن ما قاله هذا الرجل في خطبته، بوجوب شيطنتنا، ووصفنا من على منبره بالدواشين والنساء، وأننا لم نكن رجالاً إلا بوجودهم، أي “الأنصار”.
هؤلاء وأمثالهم لديهم رواتب تدفع من كد جبين الشعب المقهور والمستلب حقوقه من ألفها إلى ياءها.
هكذا صار الزعران يستبيحون الوطن بحرابهم وألسنتهم المتورمة بالبذائة.. يريدوننا عبيدا لهم، ويريدون الوطن غنائم حرب إلى أخر الزمان.
تيقنوا واعلموا أننا أقوى مما تتصورون.
نحن عصيون على الانكسار والسقوط، حتى وإن احتشدت معكم كل تفاهات الدنيا، ومعها ضباع الأرض.
شموخنا صاعد إلى شماريخ الجبال التي لم يبلغها أمثالكم، حتى وإن أتت معكم كل معجزات الأرض.
هاماتنا في أعنان السماء، ولن تستطيع أن تطالنا الجبال طولا، وأن تنال منّا كل بذاءتكم، ومعها سقوطكم المريع، وخساسة لا تنتهي.
أقول هذا لمن يحتقرنا أو يتعفرت علينا أو يرانا بالوجود دونه.
(3)
هكذا يتعاطون مع من يختلف معهم..!!
هكذا يرون من ينتقدهم.. !!
هكذا يتم التحريض علينا ومحاولة إرهابنا تحت عيون ومسامع وتواطؤ أجهزة الأمن…!!
تصحّر في الوعي، وأيديولوجيا ثقيلة تسحق العقل، وتقتل معها الضمير والإنسان والعدالة.
بعض من مخرجات بائسة لعهد أشد بؤسا وقتامة.
هذا نص صادق الحساني أحد مخرجات دوراتهم الثقافية، وواحد ممن تمكنوا تفخيخ وعيه بالتخوين والكراهية حيث يقول:
– “النشاط الكبير الذي يقوم به المدعو حاشد في استهداف الجبهة الداخلية وما يحصل عليه من دعم عفافيش الظلام لهو خطيرا جدا، يتوجب على جهاز الأمن والمخابرات اليقظة و وأد خطط وبرامج المخابرات والمنظمات الأجنبية، وسلخ جلود الخونة والعملاء قبل نشر الفوضى الخلاقة التي يريد الأمريكي نشرها بمناطقنا الحرة عن طريق بقايا عبدة العجل عفااااش ومخزووونه من أمثال حاشد والعشاري وبشر.. وقد أعذر من انذر.
(4)
إلى من يحرض ويسوق التهديدات في وجوهنا نقول:
لقد جربها قبلكم غيركم.
وماذا كانت النتيجة؟!
رحلوا وبقينا..
واليوم حتى وإن تم ترحيلنا من هذه الحياة قسراً بسبب رسالتنا السامية، وثبات مبادئنا الإنسانية، ودفاعاً عن حقوق من تتم استباحة حقوقهم في هذه الحياة، فإنه ترحيل فيه شرف وعزّة وكرامة، وقضية نؤمن بها بلا حدود.
سنحصد المجد وستحصدون النهاية خزياً وبؤساً وعاراً وخسرنا..
(5)
كثيرون سألوني عن الصورة التي انتشرت مؤخرا وصحة وجود اعتداء من عدمه..
أوضح هنا أن تلك الصورة تعود إلى ١٤ فبراير عام ٢٠١٣ في عهد حكومة الوفاق على خلفية تضامني واعتصامي واضرابي عن الطعام ومطالبتي بعلاج الجرحى وتنفيذ حكم المحكمة الإدارية في صنعاء بشأن الجرحى المشمول بالنفاذ المعجل.
واستدرك هنا موضحاً أن ما طالني أو حدث لي خلال الفترة القليلة الماضية، كان مجرد تحريض وتكفير وتخوين من قبل بعض خطباء الجوامع، وكذا من قبل بعض المحاضرون في جامعة صنعاء، لاسيما في كلية الإعلام، وكذا رسائل نصية تتضمن تكفير وتهديد بالإيذاء الجسماني، والتصفية الجسدية، وأحدهم طالبني بأداء الجزية، أو الدخول في الإسلام بسلام.. اسلم تسلم..
فضلاً عن كثير من السباب والشتم، وذلك على خلفية موقفي السياسي، وقبله موقفي الحقوقي، لاسيما فيما يتعلق بمطالبتي بصرف رواتب الموظفين المقطوعة رواتبهم، ومساندتي لنادي المعلمين والمعلمات الذي يطالب بعودة الراتب واستعادت من تم أخذه من رواتب وبفارق حال المعيشة، والقدرة الشرائية لقيمة الريال منذ يوم الانقطاع.
(6)
لطالما تم إعاقتي عن ممارسة مهامي الدستورية والنيابية بصفتي عضواً في مجلس النواب، وثانياً بصفتي نائبا لرئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس نواب صنعاء.
لماذا يتم إعاقة وتعطيل لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس نواب صنعاء من النزول الميداني إلى السجون ومراكز التوقيف والاحتجاز في صنعاء..؟!!
أكثر من عام لم تتمكن اللجنة من زيارة أي سجن أو مركز توقيف واحتجاز في صنعاء وخارجها.
آخر مرة تم منعنا من زيارة السجن المركزي من قبل إدارته بعد يوم واحد فقط من زيارتنا المقررة والمفترضة أن تدوم أسبوعاً واحداً، لتشمل المهمة تفقد وضع وحال أكثر من ألفين وخمسمائة سجين تقريباً.
وجاء هذا الامتناع بذريعة استمارات الاستبيان التي تعمل بها اللجنة من العام 2003 بل ويعمل بها المجلس من تسعينات القرن المنصرم، إن لم يكن من بعد تحقيق الوحدة اليمنية عام1990
أي وجه للسرية في بيانات السجين الجنائي فيما يتعلق بسجنه أو توقيفه أو مدد مراحل محاكمته.. في كل بلاد الدنيا لا سرية إلى لدى هذه الجماعة وأجهزتها الأمنية التي تداري انتهاكاتها للحريات والحقوق، وتلوذ بالسرية للحيلولة دون تحديد وكشف تلك الانتهاكات أو محاولتنا لمنعها في المستقبل، أو افلات منتهكيها من العقاب، بل حتى من مجرد العتاب أو اللوم.
اعتذرت وزارة الداخلية للمجلس عن هذا المنع، ليتولى المنع بعدها بصورة مباشرة أو غير مباشرة الأمن والمخابرات، والأمانة العامة للمجلس، وليس بعيد عن الصورة هيئة رئاسة مجلس النواب.
(7)
لمن يتحدثوا باسم الشهداء في صنعاء بغاية قمعنا أو إرهابنا أو تهديدنا بهم نقول:
احفظوا وحافظوا على تلك القضايا التي استشهدوا من أجلها إن أردتم إكرامهم، ولا تنكثوا بعهودكم ووعودكم لهم.
وفروا لأسرهم على الأقل الحد الأدنى من الغذاء لتعيش، بل بحياة كريمة تستحقها، بدلا من التهديد بهم على من يطالبون بحقوق المواطن والوطن.
أنقذوا أسرهم من الجوع والفاقة والعوز؛ وسنشكركم على ذلك كثيرا، ونمتن لكم إلى أخر العمر.
(8)
إرهاب وتحريض مدعوم..
هروب من استحقاقات الرواتب إلى قمع وترهيب من ينادي و يطالب بها.
المطالبة بالرواتب لن تستطيعون إخمادها مهما فعلتم.
خمدتمونا في2017 ولكنها ها هي تعود اليوم في 2023 أقوى حضوراً وفعلاً وشعبية.
وستطيح بكم غداً إن لم تستجيبوا لها اليوم..
المرتبات معاش لا يُنسى، والأيام دول والفلك يدور.
لماذا تستعدون شعبكم من أجلها، وأنتم تعلمون بإمكانها أن تهدد سلطتكم، وتطيح بكم اليوم أو غداً، والأهم أن التاريخ سيدمغكم بها، وسيكتبها في رأس مخازيكم ؟!
(9)
إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى في سلطة صنعاء..
ليسوا حمقى ولا غوغائيين، ولا أعداء ولا مسنودين بعدوان، بل هم منكوبين بسلطة لا تعرف أقل واجباتها حيال موظفيها المقطوعة رواتبهم..
سلطة لا تعرف ماذا تعني الحقوق والحريات، ولا معنى قطع المعاش على الموظف سنوات طوال.. سلطة لا تعرف معنى كرامة المواطن في عيشه.
سلطة تعرف فقط كيف تجبيه وكيف تذله وتخضعه بتجويعه، والاستبداد عليه، والتفكير ضده نيابة عنه.
وأكثر من هذا وذاك لا تُراجع ولا تكترث..!!
(10)
صديقي المقاطع لي هذه الأيام، لا أدري لماذا !! ولكنها مقاطعة متوقعة بسبب الحقوق والسياسة التي تباعدنا كلما أقتربنا.
أخبرني صديقي هذا في كسر القطيعة أن محمد العماد يسيء لي في قناته “الهوية”
فأجبته: هذا جيد وممتاز..
هذا يعني أني اسير في الطريق الصحيح.
(11)
من الأخير قاطع كالموت..
التغييرات الجذرية تقول:
“تجريب المجرب خطأ والتصحيح بالملوث خطأ مرتين”
***