مذكرات

(7) الغلبة تحتل بيوت الفقراء والمستضعفين.. أحمد سيف حاشد

في بيتنا أشباح.. مذكراتي .. من تفاصيل حياتي

(7)

الغلبة تحتل بيوت الفقراء والمستضعفين

أحمد سيف حاشد

 

موقع برلماني يمني:

صنعاء يقصفها تحالف العدوان وعدوانكم مستمر على منازل المواطنين في تعز .. جهاد نهب النهب وسرق السرق..

تواصلنا مع مشرف تعز ومع بعض القيادين لديكم ولكن صار فاسدوكم اشد واقوى سلطة ومرأس..

هل صرنا غنيمة حرب لكم..؟!!

هل صارت تعز غنيمة.. من الأعبوس الى الأحكوم الى البرح الى الحوبان..؟!!

هل صار الوطن غنيمة مباحة لناهبيكم..؟!!

 

***

اليوم كل ما تم تملّكه من عرق الجبين وما كسبته بالعمر كلّه، أو بكد السنين الطوال، يأتي من يستولي عليه بلحظة، كغنيمة حرب وغلبة، ابتدأ من مرتبات الموظفين، مرورا بحقوق المواطنة، وحقك في الخدمة والوظيفة العامة، ولا ينتهي الحال والمآل بالاستيلاء على مسكنك أنت ومن تعيل..

 

الأشباح والجن والعفاريت ربما تغادر مسكنك ببعض طلاسم وتعايذ، أو بمراغمة بقراءة ما تيسر من قرآن أو توراة أو أناجيل، أمّا النهابون فباتوا اليوم يحتاجون إلى وقت وقدر أكبر من قيامة.. نهبوا سنين عمرنا الماضيات، وأستولوا على مستقبل أولادنا، ووضعوهم أمام ضياع ومجهول وفقدان..

 

ومع ذلك تظل إرادة الشعوب أقوى وأعتى، وهي من تصنع نهاية كل ظالم، وقادرة أن تصنع ألف قيامة وتطيح بكل طغيان، ولكن كل شيء في هذه الحياة يأخذ دورته.. ولادة وذرة وكهولة حتى يصير في خبر كان، مهما بلغت يوما قوته وسطوته وطغيانه..

 

***

 

اليوم يتم هدر الحد الأدنى من حقوقنا وحرياتنا حتّى بات حقنا في الحياة مهددا على نحو لا سابق له ولا عهد.. وما بقي من بقايا حرياتنا يجري مزيدا من التضييق عليها، حتى باتت في محبس من ضيق، وكل يوم تتلاشى وتنحسر حتّى بتنا لا نراها بالعين المجردة.. الغلبة تسود بالحديد والنار، والطغيان المدعوم بالدول الظالمة تملي علينا ما تريد في عالم بات يفتقد العدالة والإنسانية والضمير..

 

إن النهابين لا يخجلون ولا يستحون وهم يتحدثون عن الصمود والبطولة التي تذرع وعيهم المعمم بالجهل والغطرسة، فيما الحقيقة على الأرض تقول صارخة: إن الانتصارات لم تعد تتعدى التباب، والنزيف، وحدود التمزيق المرسومة لهم، في وطن بات ممزقا ومتهالكا يتلاشى كل يوم..

 

إنه عهد موغل في القسوة البالغة حد الهمجية المتوحشة.. عهد الغلبة والفرعنة والطغيان.. عهد يعيدنا إلى حقبة عبودية أشد وطأة من كل العبوديات التي مرت في تاريخنا الأشد سوادا وحلكة.. عهد من قوّى صميله عاش.. عهد كل من ساد عمل مشتهاه..

 

***

 

(7)

في بيتنا أشباح

يومها صارت الأشباح في وعيي شيئا من الماضي.. ليس فيها ما هو واقعي.. ربما بدت لي مجرد وهم في رؤوس بعض البشر المعتقدين بوجودها.. صرت أعتقد أن لا أثر لهم ولا وجود.. قناعة بدت لي راسخة وقوية، مع بقاء بعض غموض في تفسير تلك “الحادثتين” التي تعرضت لهما أيام طفولتي، الثعبان الذي شاهدته على الأرض، والعجوز الشمطاء التي شاهدتها في المرآة، ومع ذلك لازلتُ أعتقد أن هناك تفسير علمي ما أو مقاربة لفهمهما من منظور علمي يختلف قطعا عمّا هو سائد أو غالب في وعي الناس..

 

لم أعد ذلك الطفل الذي يخاف من الأشباح والظلام، بل صرت أبحث عن أولئك الأشباح، ولا أجدهم.. أضع لما أسمع من حكايات الأشباح أكثر من تفسير وافتراض إلا افتراض وجودهم.. ولكن حدث أمر غريب، يستحق السؤال المعرفي أو التفسير العلمي لما حدث، بعيدا عمّا هو شايع وراسخ في الوعي الشعبي، مع التأكيد مرة أخرى أن طرحي للأمر هنا هو من قبيل السؤال المعرفي ليس إلا.. من المهم معرفة حقيقة الواقع كما هو بالضبط، وتصحيح ما يستحوذ في وعي الناس من معتقدات وأفكار خاطئة، وكشف ما لا زال غامضا أو ملتبسا أو عصيا على الفهم..

 

***

 

كنت قد صرتُ أحمل يقينا أن لا وجود للأشباح إلا في وعي الناس، وفي زيارة لأسرتي ودارنا في القرية أثير ما هو غامض ويلقي الحيرة والسؤال.. ففي أول يوم الزيارة، وقبل أن أنام بمعية أفراد أسرتي، سمعت وقع خطوات، وركض، وحركة نشطة على سقف الديوان الذي ننام فيه.. تتالت تعليقات الأهل على ما نسمعه.. قول يقول: “ندّروا” وآخر يعلّق: “وقتهم”، وثالث يضيف: “دروا أنه بدأ موعد نومنا”، ورابع يقول: “الحين زامهم”.. كان أهل البيت قد تعودوا و تعايشوا مع هكذا وضع، فيما أنا وجدتها فرصة لاستكناه الأمر وكشفه، وأعيش التجربة بنفسي..

 

كان اللافت والأهم بالنسبة لي أنني ليست وحدي من يسمع ما أسمع، بل كلنا نسمع وبالتفاصيل.. أي حركة نسمعها جميعنا.. ليس فينا واحد يسمع ما لا يسمعه الآخرين.. كنّا نسمع ركض أشبه بركض أطفال يلعبوا على السقف.. تلتها حركة نشطة وكأنها ذهاب و إياب لبعض الأفراد على ممشى السقف.. ثم وقع خطوات ثقيلة جدا، تبدو وكأنها لشخص ثقيل الحجم، تستطيع أن تعد خطواته وهو يمشي.. الحقيقة لم أشعر بالخوف، بل شعرت إنها فرصتي لاستكناه الأمر وكشفه بنفسي، ومعرفة ما يحدث وسببه!!

 

سألت شقيقي عبدالكريم من متى يحدث هذا الأمر الغريب..؟! فأجاب:

– أكثر من شهر..! يتكرر بشكل يومي.. ما ان نهمُّ بالنوم حتى نسمع هذه الاصوات، احترت كثيرا ولجأت إلى عدة حيل لمعرفة السر وحدوث هذا الأمر الغريب .. استشرت عدة اشخاص ممن اثق في رأيهم و لم تكن اجابة أي منهم مقنعة أو مفيدة..

ويضيف:

– لجأت لشخص يدعى بـ ”السيد” لكن ما قاله لم يكن مقنعا.. لجأت الى عدة اساليب وحيل معرفية لرصد ما يحدث ومحاولة كشفه.. ذررت رماد على السقف لعلّي اجد اثر لقدم او لمرور أي شيء ولكن دون جدوى.. حاولت أن أضع صاعق قنبلة وخيط يمكنه أن ينفجر بمرور أي جسم، فأنفجر عن طريق الخطاء فوق أمي! وفي كل حال لم اصل الى نتيجة تستحق شيئا من التعويل أو الاهتمام.. عندما أنزل من السقف للنوم، وما ان اغلق باب الديوان لننام نسمع ما تسمعه الآن.. أذهب لأستطلع الامر ولا اجد شيئا مما أبحث عنه.. افتش كل الأمكنة في الدار ولم أجد أي أثر لأي شيء غريب أو غير عادي..

***

 

بعد شرحه لما فعله، زاد شغف فضولي المعرفي المتحفز لتفسير ما يحدث!! وجدت من المهم أن اعتمد على تجربتي وحواسي، ومحاولة استكشاف الأمر بنفسي.. حملت بندقيتي، وعمّرتها، وصارت جاهزة لإطلاق الرصاص، ووضعت أصبعي على الزناد.. تسللت إلى السقف ومكثت مدة ساعة أرقب الأمر..

 

لم أرَ شيئا!! لم أسمع شيئا غير طبيعي، بل كان الصمت يلف ويطوي المكان بما فيه!! السكون يسود ويطغى.. أعود إلى الديوان أسمع كل شيء أنا وأسرتي.. أعود مرة ثانية إلى السقف فلا أسمع شيئا، فيما أسرتي التي في الديوان يرقبون الأمر معي من مكانهم، ولم تنقطع الأصوات التي في السقف عنهم..

 

أضيء الكشاف.. أفتش السقف، وكل ما له صلة فيه أو لصيقا به، ولكني لم أجد شيئا، ولم أسمع أكثر من حركتي وأنفاسي التي أحاول خفضها وتعويضها بمجال أوسع لصالح السمع.. أنزل مرة أخرى إلى الديوان فاسمع ما يسمعه الجميع.. أعود فلا أسمع ولا أرى شيئا.. حيرة بلغت حد أغرقتني في الذهول..

 

شعرت بفشلي المؤكد، غير أن فضولي ظل متحفزا، يرفض الاستسلام، ويتوق لمعرفة ما هو غامض.. انتظر قليلا في الديوان وما أن أسمع بركضة في السقف أهرع إليه بسرعة وكأنني أريد ان ألحق ما أريد اكتشافه أو القبض عليه متلبسا.. أعود بتحدي أكثر وبحب وشغف معرفي وعناد مثابر.. فلا أجد ولا أرى شيئا غير طبيعي في السقف.. أمكث بعض الوقت حد الملل والسأم ولم ألحظ أي شيء، ولم أسمع إلا صمت مطبق كصمت المقابر.. أفتش كل شيء في الدار ولا أجد ولا أسمع شيئا.. وأتسأل بحيرة: كيف أكون بالسقف ولا أسمع شيئا، فيما لا تنقطع الأصوات عمّن هم في الديوان..؟!

 

أعيتني الحيلة وأعجزتني الوسيلة لاكتشف شيئا ما.. كنت شغوف لأعرف شيئا يفسر الأمر.. كانت دوافعي معرفية أكثر من أي شيئا آخر.. لم أنس فرضية أو احتمال إلا ووضعته في الحسبان.. لم أترك احتمال إلا واختبرته.. أريد أن أعرف السبب لأبدد حيرة استولت على تفكيري، وبدلا من إزالتها كبرت حيرتي واستغرقني الذهول..

 

لاذ أحد أقربائي إلى الطلاسم والتعاويذ وبعض من الذكر، غير إن الأمر أشتد يومين حتى بتنا وكأننا نغالب قدر يريد إخراجنا من منزلنا بالقوة تحت تأثير الرعب والهلع.. رفضنا الخروج.. قاومنا “احتلال” مسكننا بإصرار عنيد.. لم نتخلِ عنه قيد أنملة.

 

كان الرعب يشتد، فيما نحن نواجه هذا الرعب باستحالة الخروج مهما اشتدت وبلغت كلفة البقاء في منزلنا.. إنه العنوان الأول لأبجديات وطن يستحق الدفاع.. كانت لاتزال تلك العبارة على منصة الاستعراض العسكري في الميدان الأسود بالكلية العسكرية شديدة الحضور في نفسي وأعماقي: “وطن لا نحميه لا نستحقه”.

 

بعد يومين أو ثلاث أيام من شدة بلغت ذروتها، وبلغنا فيها ذروة صمود عنيد، كانت بيننا أشبه بعضِّ الأصابع، انفرجت بانتصارنا وزالت صناعة الخوف.. أنتهى كل شيء لصالحنا.. كسبنا الحرب و”انسحبت” الأشباح وقد خسرت حربها معنا.. هكذا دارت الحرب في مخيالنا، وبقي غموض تلك التجربة يحتاج إلى علم وبحث ومعرفة..

***

 

ظل غموض ما مررنا فيه من تجربة قائما إلى اليوم، وبقيت الأسئلة بالنسبة لي دون جواب..!! لم أجد منطق يسندني أو تفسير مقنع يشفي حيرتي عن حقيقة ما حدث.. بقي السؤال الرئيس بالنسبة لي دون جواب.. ماذا الذي حدث وكيف؟!!! هذا لا يعني التسليم بفرضية وجود الأشباح، ولكن يعني أننا بحاجة إلى علم ومعرفة تفسِّر لنا ما حدث، أو بالأحرى تفسِّر ما سمعناه، وتبدد غموضا عشناه، ولطالما قرأنا وسمعنا من آخرين عنه الكثير..

 

هناك أمور غرائبية كثيرة قرأت عنها تحتاج إلى تسليط مزيد من الضوء والبحث العلمي والمعرفي عليها بعيدا عن التفسير الخرافي، ومنها تلك التي تغوص في معرفة قدرات العقل وآفاقه، أو أسرار دماغ الإنسان وخفاياه، أو ما يتعلق بالوجود الموضوعي ذاته في كثير من ظواهره المحاطة بالغموض..

 

قرأت بعض من ذلك في كتاب أشباح وأرواح للكاتب المصري أنيس منصور.. وهناك كتب أخرى تتناول كثير من الافتراضات والوقائع عن العالم الخفي أو القوى الخفية، والقدرات الخارقة، والعائدين من الموت، وتحضير الأرواح، والوسطاء الروحيين، والحياة بعد الموت، والسحر، والتنويم المغناطيسي، والتخاطر من بعد، والأطباق الطائرة، وقارة أطلنطس الغارقة في قاع المحيط، وغيرها الكثير والكثير.. وكانت الخلاصة أننا نحتاج إلى علم يسلّط الضوء على تلك الظواهر، ويكشف غموضها وملابساتها وتفسيرها..

 

***

موقع يمنات الاخباري

موقع برلماني يمني

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر 2

حساب أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

صفحة أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

قناة أحمد سيف حاشد على التليجرام

مجموعة أحمد سيف حاشد على التليجرام

أحمد سيف حاشد هاشم

“Yemenat” news site

MP Ahmed Seif Hashed’s websit

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Facebook”

Ahmed Seif Hashed’s Facebook page

Ahmed Seif Hashed

Ahmed Seif Hashed channel on telegram

Ahmed Seif Hashed group on telegram

 

Related Articles

Back to top button