(6)
سلطات بوعي متعفن
أحمد سيف حاشد
إننا نعيش اليوم عهد أشد وطأة.. عهد ما كان يخطر على بال.. عهد أكثر سفورا وقبحا وفجاجة.. ربما يجلب فيه اسمك وانتمائك وولائك حظ وغنيمة واحتكار، أو حرمانا ودونية، لا يبتدئ من الوظيفة العامة مرورا بالترقية، ولا ينتهي بشغل المناصب العليا، وما يلازمها من امتياز ووفرة أو تضييق وحرمان..
عهد جريء على نحو صارخ.. موغل في غب الباطل.. يعطي حقك الأصيل من لا يستحق.. يتجاوز حدودك وما وراء بحارك، ويغتصب حقوقك بفضاضة وبداوة.. يستبيح ما لك من حقوق بتحدٍ وإرغام.. يستولي بغلاظة ما ليس له فيه حق ولا شبهة.. يهبك بسخاء حقوق الغير الذي يكابد حرمان حقوقه المستحقة حتى يموت جوعا وضيقا وكمدا..
أصابوا أسمائنا بكل مقيت حتى باتت وبالا يصيبنا ويصيب أصحابها، في صراع محتدم تسوسه العنصرية البغيضة، والعصبيات المنتنة، والمصالح الضيقة، وتاريخ دامي ومرعب عمره أكثر من 1400 عام، ولازال يمتد ببشاعته ودمامته إلى اليوم، وبلعنة لا تريد أن تجفل أو تغادر حياتنا وحياة من سياتي بعدنا.
***
السلطات المتعاقبة لدينا لا تنهض ببناء حقيقي ولا تقدم تنمية شاملة.. السلطات لدينا طفيلية ومتعفنة الوعي في جلها، تعتاش وتقتات على ما قبلها. هي تفشل في إحداث اقتصاد معافى وتنمية مستدامه.. وأكثر من هذا تعجز على نحو مضطرد في تحسين أحوال مواطنيها، بل وتجلب لهم الحروب والفوضى والكوارث المعيشية..
سلطات تستعيض عن فشلها بفرض نفسها بالغلبة والحيلة واستخدام مقدرات الشعب في تكريس فكرها وسياساتها وأيديولوجياتها في الوعي، وتتطفّل على ما سبقها من بناء متواضع ربما جله هدايا من شعوب أخرى أو هبات ومعونات، فتستبدل الأسماء القائمة على المدارس والشوارع والمنشآت بأسمائها التي تكرّس فيها عصبتها وأيديولوجيتها وفكرها وسياساتها وثقافاتها وانحيازاتها..
بات اليوم أسود من أمسه؛ فنقول جوازا وحقيقة: لا يبنون مصانعا ولا مدارسا..! لا يبنون مدنا ولا يرصفون شوارع..! بل يحولون بعض المنشآت المدنية إلى سجون.. يتسولون من الآخر دون اعتماد على أنفسهم.. يخونون ويتأمرون على أوطاننا.. يفسدونها بإمعان.. يعيدون تسميتها.. ينهبونها بجرأة.. يهدمونها وينشرون الفساد والخراب فيها على نحو مرعب ومهول..
يصنعون دميا وأصناما وكوارثا ويتباهون ويتفاخرون بها دون حياء.. يطلقون التسميات على مسميات هي منها ومنهم براء، بل هم يعيشون أكبر عوزا وفقدانا لها.. وأكثر من هذا وذاك لا يستحون ولا يخجلون..
يتبع..
***
صفحة احمد سيف حاشد على تويتر 2
حساب احمد سيف حاشد على الفيسبوك
صفحة احمد سيف حاشد على الفيسبوك
قناة احمد سيف حاشد على التليجرام
مجموعة احمد سيف حاشد على التليجرام
Ahmed Seif Hashed’s Facebook page