حاشد حمل قضية وطنه بشرف

برلماني يمني
سنان بيرق
أيُّها السَّادة، إنَّهم يُريدون للموقف أن يكون موتًا بطيئًا لرجل حمل قضيّة وطنه بشرف!
في مشهدٍ يعكس قسوة اللامبالاة واستهتار الضمير، استكثر كثير من ناشطي الجماعة على البرلماني الجسور أحمد سيف حاشد حقَّه الإنساني في السفر للعلاج بالولايات المتحدة الأمريكية، كأنَّهم يُفضّلون أن يُسدل الستار على حياته في صمت، دون أن يحظى بأدنى فرصة لمواجهة الألم.
كان الأولى – لو أنَّهم يعرفون معنى الدولة – أن يُسارعوا لعلاجه في صنعاء، أو في القاهرة، ويتكفَّلوا بنفقات العلاج كاملةً، ليس تكرّمًا ولا منّة، بل التزامًا أخلاقيًا ودستوريًا، بحكم كونه أحد أبناء هذا الشعب، وبرلمانيًا يحظى بحصانة تستدعي اهتمامًا مضاعفًا، تقديرًا لمقامه ومكانته.
لكنَّهم — وكعادتهم في التَّنصُّل من كل واجب وطني — تركوه يواجه مصيره، حتى انتفضت الجالية اليمنية في أمريكا، واستدعت الرجل من بين أنياب الألم، ليخضع اليوم للعلاج والتطبيب، فيما هم هناك في صنعاء، يتململون، ينزعجون، وكأنَّ نجاته قد أفسدت عليهم نشوة التَّشفّي والتَّلذُّذ بمعاناة الآخرين.
هي ذاتها الجماعة التي تتغذَّى على أوجاع الناس، وتتنفَّس من جراحاتهم؛ كيف لا وهم من وجدوا لذَّة في معاناة الجياع، وآهات الفقراء، وبكاء المرضى، وقهر الموظَّفين، وجوع العائلات، وذل الكادحين، وغياب الرواتب، وانعدام فرص العمل، وانقطاع الأمل!
لكنَّهم نسوا أن الأقدار لا تكتب النهاية إلا بيد الله، وها هو القاضي، المناضل، الإنسان أحمد سيف حاشد، بإذن الله، سيعود أقوى، أصلب، أكثر عزيمة من ذي قبل، ليكمل مشوار المواجهة، والنضال من أجل الحقيقة.
نحن في انتظاره.
فليطمئن الجميع.