كتبوا عنه

حاشد .. صوت المقهورين وقلم المنفيين

برلماني يمني

محمد مصطفى

صديقي العزيز، الإنسان أحمد سيف حاشد،

قرأت يومياتك الأخيرة، وكأنها طعنة وصلت إلى قلب كل واحد فينا.. طعنة ليست من غربة نيويورك، بل من خذلان العالم، من قسوة الزمن، ومن وطن يتألم فيك ومعك. رأيتك هناك في سطورك، تتقلب بين الجوع والدواء، بين الكرامة والخذلان، بين حلم وطن وواقع منفى.

من على بعد آلاف الأميال، أقولها لك: أنت لست وحدك.

نعم، في هذا العالم الموحش، ما يزال فينا من يقرأك، من يشعر بك، من يراك حتى لو طوّقتك الجدران، وضيّقت عليك الغربة، ونام الخذلان فوق صدرك.

يا صديقي..
حين يفقد الإنسان المأوى، يبقى له القلب..
وحين يضيق عليه الرزق، يبقى له الأمل..
وحين يخذله الأقربون، ينجده الغرباء الذين ربطتهم به الإنسانية لا المصلحة.

أحمد سيف حاشد..
أنت صوت المقهورين، وأنت قلم المنفيين، وأنت وطن يمشي على قدمين.. لا تتراجع، ولا تخف، ولا تطفئ ذلك النور الذي في قلبك.. نحن نراك، ونقرأك، ونشعر بك، وندعو لك.. والله لا ينسى من ناضل، ولا من تألم بصمت، ولا من قاوم الموت بكلمة.

إن احتجت مأوى أو دواء أو حتى سندًا معنويًا، فاعلم أن من يقرؤونك هم أهلك الحقيقيون، وإن الغربة مهما كانت قاسية، لن تقوى على وأد صوتك الحر.

ابقَ حيًا، لأجلنا، لأجل الحرف، لأجل كل من فقدوا الأمل ويحتاجون من يشبههم لينهضوا من تحت الرماد.

معك دائمًا،
أخوك المحب،
محمد مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى