تغاريد حرة .. تغييب الحلول تكريس للامر الواقع
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
(1)
في أخر مرة، حرمت من الاحتفال بثورة شعبنا 26 سبتمبر في صنعاء، ولكني عوضتها الليلة بالاحتفال بثورة 23 يوليو أم الثورات العربية في مصر أم الدنيا.
(2)
بمناسبة ثورة 23 يوليو العربية ألغيت موعد الطبيب لأزور ضريح العظيم جمال عبدالناصر، واستعادة ذاكرة تاريخ عهد كان فيه للأمة العربية مجد وزعيم.
في الصورة أنا ومعالي السفير أشرف عقل السفير المصري في اليمن لاربع سنوات انتهت في 2014، وهي من اشد الفترات تعقيدا في تاريخ اليمن.
و ثالثنا في الصورة فهد العريقي رئيس مجلس أعيان الجالية اليمنية في مصر.
لثورة ٢٣ يوليو كل المجد والخلود..
(3)
هذا الرجل العظيم من أبناء همدان استضاف ابني وابنتي خمسة عشر يوما لدى أسرته في منزلهم بالقاهرة، عندما لم يجدا مأوى يأويهم في ظل صعوبات جمة كانت تقطع تواصلي بهم؛ فكان نعم الأب وصار خير صديق.
إنه صالح القحيط..
ومعنا في الصورة مبروك القحيط
هنا تشعر كم هو الشعب اليمني واحد وطيب.
(4)
عدم تزمين تنفيذ أي بند في الاتفاق ليس صدفة، وإنما سياسة خبيثة تستهدف العبث بالوقت الذي يسحق ضحاياه، ولا ضحية هنا غير شعبنا المنهك والمنكوب بتلك السياسات التي لا تستهدف إيجاد الحلول، وإنما تهدف إلى تحقيق مزيد من بقاء الحال على حاله، واثقال كاهل الشعب بمزيد من المعاناة وتغييب الحلول وتكريس الأمر الواقع.
التحلل أو التحرر من أي موعد أو إلتزام بتزمين أي حل يعني إبقاء الأمور سدح مدح دون حل أو نهاية لمعاناة شعبنا على المدى القريب، أو حتى وقف هذه المعاناة عند حدها الراهن.
(5)
“الاتفاق على البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والانسانية بناء على خارطة الطريق”.
سيتم تنفيذ هذا البند في الواقع ونرى نتائجه عندما يموت آخر مواطن من شعبنا.
هذا البند في الاتفاق يكشف أن جميعهم بلا حياء ولا خجل ولا يضعوا وزنا لشعبهم الصابر عليهم تسع سنوات طوال، بل والمدى الذي بلغ بهم استخفافهم به.
(6)
الشعب لا يحتاج منكم قرارات ولا مساعي ولا مباحثات..
الشعب يريد فقط رحيل جميعكم بعد أن عرف حقيقتكم..
وعرف حجم عبثكم وما تنهبون من قوت الجياع.
(7)
بعد خراب اليمن وتخريب كل شيء فيها.
بعد أن صارت لدينا “عملتين” وقيمة لكل عملة.
بعد أن اشبعونا أفعال وقرارات استهدفوا من خلالها الاستيلاء على حقوق شعبنا ومواطنينا مدة تزيد عن الستين عاما خلال سنوات الحرب وما بعدها.
وبعد أن استولوا على تلك الحقوق أما بمنعها أو بإعدامها من خلال ضرب قيمة عملتنا الوطنية.
بعد كل هذا وتمكنهم من كل شيء أعلنوا الاتفاق والتوقف مستقبلا عن اي قرارات او اجراءات أحادية مماثلة والتباحث عن القضايا الأخرى
يا لبجاحتهم ووقاحتهم..
(8)
أتفقوا على اليمن الذي يستهدفوه، وعلى شعبنا المنكوب بهم، وتأجيل حقوق الناس ذات الأولوية واطلقوا للوقت حبله وغاربه إلى إجل غير مسمى، واتفقوا على أمور تتعلق بدول ليس لهم عليها ولاية..
(9)
اتفقوا على مزيد من غدغدة الشعب والكذب عليه واغراقه بمزيد من الوهم ونهب مزيد من الوقت لتكريس الأمر الواقع والنهب الذي لا يرحم.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا