لن نزجي لكم الشكر والامتنان..!
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
أسرى وادي جبارة الذين ندموا وأرادوا العودة إلى حضن الوطن وهم أكثر من 2500 يمني قتل الطيران السعودي فقط أثناء تمردهم وعودتهم أكثر من ستمائة يمني.
لماذا لم تصدر الجماعة عفوا عنهم حتى اليوم..؟!
أجيب على من أستصعب عليهم الجواب؛ لأنه لا يوجد الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية من قبل القيادة التي لا تريد إطلاق سراحهم.
العدوان اعتبرهم خونه فماذا أنتم اعتبرتموهم..؟!
لم يتقدم أي طرف لا عدو ولا صديق بكشف يعتبرهم أسرى لديكم، ولم يطالب أي طرف بفك أسرهم منكم. وبالتالي هم غير خاضعين للتبادل؛ فماذا تستفيدون من بقائهم في معتقلاتكم إلى مدى غير معلوم.
الأن مضى لهم في معتقلاتكم أكثر من خمس سنوات بأثقالها.
وبعد خمس سنوات يتم الإفراج عن مائة منهم و يريدوننا أن نزومل معهم ونحتفل، ونزجي لهم الشكر والعرفان دون أن نعلم كم يحتاجوا من السنين لإطلاق البقية.
أفرجتم عن الجنود والضباط السعوديين وقدمتم لهم الهدايا وتطييب النفوس، كما اطلقتم من وقع في قبضتكم من الأمريكيين وغيرهم.. فيما اليمنيين لدى جميع أطراف الحرب باقون دون افراج أو تبادل أو حلول، وأكثر منه ما زال هناك من لا يخجل وهو يطالبنا بالشكر والامتنان على عبث وتكبر وتجبر وقهر دام سنوات طوال.
***
ومثل هذا يقال على الطرقات..
طرقات كانت يفترض أن لا تغلق أصلا، وأغلقتوها. وأكثر من هذا أطلتم مسافة الثلاثين دقيقة إلى أسفار وساعات وليال.
هذه الطرقات كان يفترض أن يتم فتحها من أول يوم هدنة معلنة أو غير معلنة، ولكنكم ابقيتمونها على حالها لإطالة عذاب المواطنين، وجعلها قدرا عليهم سنوات طوال لا نعلم لها نهاية للحفاظ على كياناتكم التي أقمتموها على حساب وطن تمزق ومصالح عليا لشعب لطالما كابد وصابر.
يفتحون طرقات فرعية أكثر صعوبة و وعورة وطول، فيما يبقون على الرئيسية والمعبدة مغلقة في وجه المواطنين المنكوبين بمن صاروا ولاة أمورهم بالقهر والغلبة.
والأكثر وبالا يريدونا أن نحتفل ونزجي لهم الشكر والامتنان لتطيب نفوسهم، فيما نفوسنا تعيش جحيمهم دون أن يضعوا لها حدا أو نهاية.
لن نشكركم..