إننا شعب عرطة
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
التجارة ربح وخسارة إلا في اليمن، هوامير النفط يربحون دون خسارة مهما حدث وتغير في هذا العالم..
عندما يرتفع سعر مشتقات النفط يرتفع لدينا سعره ويربح الهوامير فارق ما كان مخزون لديهم، وعندما هوت أسعار النفط العالمية حتى بلغت أدنى مستويا لها، وهو سعر دولار للبرميل، ظلت لدينا الأسعار تعشق القمم العالية، ولم تفكر بالنزول خطوة واحدة دونها..
وعندما ارتفعت أسعار النفط مرة ثانية زاد ارتفاع السعر ولم يتراجع، واليوم بورصة سعر النفط تتراجع، ولم تتراجع سلطة الهوامير والفساد إلى أسعار البورصة التي تراجعت ليدفع شعبنا الفارق من فقره وعوزه وجوعه للهوامير..
تأثر هذه السلطة المتورمة بالفساد والهوامير أن تستقطع الفارق والأرباح المتوحشة من دم قلوبنا وكدح شعبنا، دون أن يخسر هواميرها يوما ريالا واحدا خلال سبع سنوات عجاف كانت الأثقل على شعبنا المنهك والمنكوب.
وفي الهدن التي يفترض أن يستعيد شعبنا فيها قليلا من نَفَسه في وجه معاناة وأثار الحرب والفساد الكبير والأرباح المتوحشة، يتم للأسف الشديد إثقاله بمزيد من توحش السلطة والهوامير، ويتم إفساد السلام الذي ننشده، وقطع ما بقي من أنفاس شعبنا لصالح الفساد والهوامير والأمر الواقع هنا وهناك، والذين لا يعرفون هدنة أو استراحة أو فسحة من توحش أوغل في مبلغه، وطال مداه..
حتى المعونات بورصوها على شعبنا حالما ترتفع أسعار النفط، وأضافوا إليها أيضا ما تسمى غرامات “الدمرج” ليزيد الفحش فحشا والتوحش توحشا مضاعفا، ويتورم الهوامير بالثراء من معاناة شعبنا الجائع والمنكوب بمن يحكموه ويتسلطون عليه بالغلبة والقوة هنا أو هناك..
ثاروا من أجل الجرع، ثم رفعوا الدعم كاملا، وباتت الجرع تتضاعف على شعبنا أضعافا مضاعفة دون تراجع أو نقصان أو حماية، وكل مرة تتم بعذر دون أن تنفد جعبة اعذارهم خلال سبع سنوات طوال..
تم تعويم أسعار المشتقات النفطية اسما، فيما الحقيقة تم منح مجموعة هوامير إحتكار استيراد المشتقات النفطية.. استفادوا من رفع الدعم، واستفادوا من إرتفاع سعر البورصة في سوق النفط، واستفادوا من الاحتكار الغير معلن من قبل مجموعة هوامير النفط، وتكالبت على شعبنا الاعسار كلها دون حائل أو منقذ..
جاءت عروض من مكاتب شركات نفطية روسية مبكرة بسعر أقل من سعر البورصة في سوق النفط، واستعداد لإيصال المشتقات النفطية لميناء الحديدة دون إعتراض، وفوقها إمهال سداد ثلاثة أشهر، إلا أن سلطة وهوامير صنعاء رفضت هذه العرض، ليبقى الحال على حاله، ويستمر نزيف شعبنا إلى ما شاء الهوامير..
طالبنا مرارا أن يتم استبدال سوق دبي بسوق أخر، ولكن لم يتم ذلك، وربما لم يتم التفكير فيه، حتى تملكتنا الغرابة..
طلبنا وطالبت لجنة النفط في مجلس نواب صنعاء بعقود شراء صفقات مشتقات النفط لنتبين حقائق ما يزعموه من بورصة تصاعدت وغرامات “دمرج” تتابعت ولازالت إلى اليوم، ولكن لم تتم الاستجابة رغم الإلحاح في الطلب، ولا حياة لمن تنادي، ربما حتى لا ينكشف أمرهم، وينكشف ما يحققه الهوامير من أرباح ضخمة ومتوحشة يتم دفعها من جوع وعوز شعبنا.. ويستمر الحال بمزيد من المعاناة والجوع والعوز لشعبنا الذي لطالما اثقله الظيم، ولازال يثقله إلى اليوم بتأكيد وإلحاح.
أما الحديث عن جودة المشتقات النفطية الذي نشتريها فينطبق عليها المثل “حدث ولا حرج”.
لوبي فساد النفط متفاهم ومتناغم شمالا وجنوبا، شرقا وغربا على افتراس شعبنا حتى أخر رمق حياة فيه..
إننا باختصار وإيجاز “شعب عرطه” عند سلطة لا ترحم وهوامير لا يعبؤون بغير مزيد من الربح والتوحش..