تغاريد حرة .. لسنا نحن بل أنتم
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
(1)
بإمكانكم قتلنا أو حبسنا أو الاثنين معا
نحن نذرنا حياتنا للوطن كيفما كانت النهاية.
ولكن هذا وذاك لن يحل مشاكلكم، ولن يضع حدا لما أنتم فيه.
حتى ما تفعلوه من أجل غزه ستجدونه عند تراكم ما لن يشفع لكم عند شعبكم، طالما ظل باب النجار مخلوع، وطالما استمر استبخاس دم المواطن اليمني، وإهدار حقوقه وحريته، والاستمرار في الفساد والإمعان في الانتهاكات، وازدراء المواطنة والعدالة..
وقف الانتهاكات والفساد والمظالم هي من ستنقذكم أو هي من ستعجل بزوالكم إن أستمرت واستمريتم الإيغال فيها.
مازال في الزمن بقية إن أردتم إصلاح الحال.
الأمر يتوقف عليكم أنتم دون غيركم
موتنا أو حبسنا لن ينقذكم طالما أمر الإنقاذ في أيديكم وحدكم دون سواكم.
(2)
لسنا نحن بل أنتم..!
أنتم تكثرون الانتهاكات بحق الناس وتمعنون فيها بعيفطة وتحدّي..
ترفضون المواطنة.. وتزدرون العدالة..
تكثرون من الفساد المهول
تمعنون في اللامبالاة ويزداد المزري وزراً
ستجدون الرقع يتسع على الراقع اليوم أو غدا..
سوف تتكالب يوما عليكم المصائب كلها بوجودنا أو بدوننا.. ذلك لا يصنع فرقاً..
العبرة بما تفعلوه وتعاطيكم في الواقع، هو ما يقرر ويحدد إلى أين أنتم ذاهبون..؟
بإمكانكم العودة والمراجعة وإدراك الصوب..
الغرور والنرجسية والتعالي لن يقودكم إلا إلى ما تكرهوه..
ما زال في الزمن بقية..
ومازال في التعالي ما تكرهوه..
فهل من حكيم أو رجل رشيد فيكم..؟!
هذا ما سيجيب عليه المستقبل..
الهروب إلى الأمام ربما ينجح مرة ومرتين وعشرا.. ولكن طالما ظل وأستمر فالنهاية أكيدة.
(3)
لن ولن أكون مع الإبادة التي تجري في غزة أو غيرها.
أنا مع فلسطين وشعبها المناضل في وجه الصهينة والعنصرية..
من يصنفني بغير هذا فإنه لا يعرفني ولا يريد أن يعرفني..
من يزعم خلاف هذا فهو مجرد مدعي أو متربص أو يحاول اغتيال الحقيقة.
ولكن أنا أيضا مع شعبنا الذي يجري استباحة حقوقه طولا وعرضا..
كثيرون هم الذين يكتبون عن غزه، وقليل الذي يكتبون عن شعبنا الذي اشتوى وأكتوى سبع سنوات طوال.
وبعدها حدث ويحدث ما هو أشد وأوزر ..
ولأنهم باتوا يحبسون من يتحدث عن حقوق شعبنا، وبات التنكيل بهم على أكثر من وجه وصعيد أجد نفسي أتحدث عن شعبنا بما اظن واعتقد.
هذا كل ما في الأمر.
(4)
من يشبهك من؟!
القاضي عبدالوهاب قطران من قبيلة همدان تجاوز العصبويات كلها ليسمّي ابنه عبدالرقيب تيمنا بالشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب.
كان هذا قبل سبعة عشر عاما.
(5)
نهبوه .. لجأ إلى القضاء وتمسك به، ثم انتهى إلى خلاصة كلمة قاضي الحكم الاستئنافي “سير اتزيرع”.
أن يقول له القاضي “سير أتزيرع” كشف خلاصة الواقع، وواقع الحال الذي عاشه مجلي الصمدي على صعيد المواطنة والعدالة الذي حاول التمسك بهما.
ليس هذا فحسب، بل تم إهانته وضربه مرتين ولم تقدم الجهات الأمنية متهم واحد للعدالة.
فقدان العدالة في الوطن أمر فادح وجلل.
عندما يفقد المواطن حقوقه الحمائية تحت سلطة متعيفطة متعالية نرجسية مستكبره فأن المواطن يكون قد فقد وطنه.
لقد عشت مأساة مجلي الصمدي عن قرب في وجه سلطة مستقوية بغلبتها في وجه مواطن تمسك بحقوقه فأهدروها بتحدي وغلبة مشبعة بالفجاجة.
هكذا يتحول الوطن إلى بيئة طارده لأبنائه عندما يفقد المواطن العدالة، ويتم إهدار حق المواطنة على ذلك النحو الذي عاشه المواطن مجلي الصمدي ومرارة امتهان هذا الحق.
فقدان المواطن للعدالة ومبدأ المواطنة وإهدار النصوص الحمائية الضامنة لحقوقه من قبل سلطة ظالمة مستكبرة أمر فادح وقاتل وجلل.
ما خلصت إليه أن مجلي الصمدي لو استمر ببقائه في صنعاء اتوقع له السجن أو الضرب المفضي إلى الموت أو التصفية الجسدية.
القاضي عبد الوهاب قطران في السجن على خلفية وجعه من الحكم الاستئنافي الذي صدر بحق الصمدي، والذي كتب بسببه منشوره “كفاية عنترة” الذي اعتقد أنه كان المحفّز المباشر للاعتقال والقشة التي قسمت ظهر البعير ..
عبدالوهاب قطران أستمر في الزنزانة الانفرادية 37 يوما ولا نعلم كم سيستمر في المعتقل، ولكن أتوقع أنه سيبقى قيد الاعتقال حتى تطيب نفوسهم..
ولا ندري متى ستطيب نفوسهم.
أما أنا فأتوقع ما هو أسوأ .. أتوقع التصفية الجسدية لا السجن، وذلك عندما تضيق بي السلطة ذرعا واظن صبر السلطة بدأ ينفد ولن يطول.
(6)
وجهت أسرة القاضي عبدالوهاب قطران رساله للسيد عبدالملك الحوثي شرحت فيها مظلوميتها، ومظلومية عائلها القاضي عبدالوهاب قطران، طلبوا فيها الإفراج عنه في أسرع وقت، وتم تسليم الرسالة عبر الأخ عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ علي القحوم.
ونحن بدورنا نتمنى الاستجابة السريعة لمطلبهم والإفراج عنه في أسرع وقت ممكن.
(7)
عندما يفقد القضاء مرجعيته باعتباره ملاذ المظلومين اقروا على العدالة السلام.
وعندما يتم تكريس هذا الفقدان، يبدأ الشعب يدرك أهمية وضرورة التغيير.
وبعد إن يدرك الشعب اليأس من تحقيق العدالة يحدث التغيير بوسائل غالبا ما تكون عنفية.
يا ترى نحن في أي مرحلة نمر ؟؟؟
(8)
فقدان العدالة
وفقدان السلطة لكل مصداقيتها
يعني إن الظروف تسير على نحو حثيث لتغيير كلاهما.
الثقة الزائدة لدى السلطة والاستمرار في ممارسة رجالها للعيفطة والتعالي والإضرار بالمواطنين، وعدم الاكتراث بمظالمهم مهما كبرت، يجعلها لا ترى القشة التي سوف تأتي، وتكسر ظهر البعير..
الاستخفاف بالمظالم التي تكبر وتتسع، والاستهتار بالعدالة والسخرية منها، حتما تؤدي إلى أن يقول التاريخ في الأخير كلمته.
(9)
القضاء الذي خذل مجلي الصمدي
قطعا لن ينتصر للقاضي عبدالوهاب قطران
لن أراهن على قضاء كهذا الذي نعيشه.
المراهنة على القضاء والقدر أقرب إلينا من الرهان على قضاء صنعاء، وأكثر منه الجزائية الأقرب إلى القضاء الاستثنائي بل وأكثر منه.
(10)
قضاء “سير أتزيرع”
قضاء سلطة أمر واقع
وليس قضاء بإمكاننا الركون عليه أو الذود عنه لتحقيق عدالة.
(11)
القضاء الذي لا يلاحق المفسدين وهوامير الفساد
ولم يعاقب المنتهكين للحريات وحقوق الإنسان
بل ويدين ضحايا الفساد والانتهاكات..
هو قضاء لا أثق فيه..
ولا أعول عليه بتحقيق عدالة.
(12)
الأيديولوجيا والتشدد من جهة والبرجماتية والنفعية الصارخة من جهة ثانية.. جماعة تجمع بين الأختين.
تشددها يطالب بالزكاة وبرجماتيتها تطالب بالضرائب والجمارك وغيرها من الجبايات، بل أنها ضاعفتها منذ توليها السلطة مرة ومرتين وعشرا، وفي المقابل نجدها تتخلي عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها حيال المواطن وتتخلي عن جل الخدمات التي يفترض تقديمها للشعب المخلوس بجباياتها، بل وتحول تلك الخدمات إلى مصادر إيراديه ترفض أن تقدم للشعب بصددها موازنات أو حسابات ختامية…
وهذا الامتناع يعكس في وجه منه جوهرها النهبوي واللصوصي والفساد الوخيم.
#الحرية_للقاضي_عبدالوهاب_قطران
#الحرية_لأبوا_زيد_الكميم_ورفاقه