تغاريد غير مشفرة

تغاريد حرة .. حتى السكارى ما يفعلوها…!!!

برلماني يمني

أحمد سيف حاشد

ورد أن “كذبة أبريل” الموافقة لأول يوم في شهر إبريل من كل عام، مناسبة معتادة لدى بعض الشعوب، يسمح فيها بالكذب والخداع وإطلاق النكات على بعضهم البعض.. يوم واحد للكذب في السنة لا كل يوم.

أما بعض المؤمنين فقد أشبعونا كذباً باذخاً، وصيّروا كل أيامنا كذباً يسابق أنفاسهم.. بلغوا بشطح كذبهم أبعد من شمس الغروب.. باتت مخيلتنا مهما بلغ اتساعها، لا تتسع لكذبة مهولة واحدة.. كذبة واحدة في شهر مولد رسول الله (ص) باتت أكبر من كذبات عدد أيام السنة.. بلغ السفه أوجه..!! فمن ياترى يرثي حالنا، ويبلغنا عزاء الصمود.

حتى السكارى مهما بلغ السكر والثمل بهم، يظلون راشدين في كذبهم، وأكثر منه يتلبسهم الخجل والحياء وهم يكذبون، ولم يبلغ بهم السفه حد الخرافة.

***

افتتاح ووضع حجر الأساس لـ 269 مشروعاً خدمياً في صنعاء فقط، وفي يوم واحد، وبمبلغ يزيد عن 56 مليار ريال بمناسبة المولد النبوي والـ 21 من سبتمبر، أمر جلل يدفعنا إلى أن نقول لهم: “اجمعوا دومان”، واحترموا على الأقل عقولنا ووجودنا..!!

كيف استطعتم أن تطوفون صنعاء في يوم واحد، بل في ساعتين لإفتتاح ووضع حجر الأساس لكل تلك المشاريع؟!
هل كانت لكم أجنحة، أم صرتم “سوبرمان” وأكثر !!
لم نسمع ب”سوبرمان” أفتتح ٢٦٩ مشروعا في ساعتين..!!
إنه لأمر خارق للعادة، بل ويفوق كل تصور .

***

وتتزاحم الأسئلة:
أين موازنات كل تلك المشاريع؟!
لم نسمع بأي بند استثماري وردت فيه كل تلك المشاريع؟!
أي مجلس نواب أقرها؟!
في أي خطة خمسية وجدت تلك المشاريع؟!
هل هي من عهدكم، أم هي من عهد سلف صالح مضى؟!
هل لديكم خطط تنموية غير معلنة للمشاريع التي تفتتحونها، وكذا التي تضعون حجر الأساس لها؟!

أين المناقصات التي جرت ورست عليها تلك المشاريع والتي بلغت قيمتها 56 مليار ريال؟!
56 مليار حلال زلال دون شبهة ربا أو حرام..
يا سلام عليهم، وعلى الحلال الزلال في عهدهم.
متى تم إعلان مناقصاتها؟!!
من سمع بتلك المناقصات أيها الناس..؟!

***

ما هي اسم تلك المشاريع؟! ومن أين تم تمويلها ومن أي إيرادات تم تغطيتها؟! ماذا أبقيتم لحرب دامت سبع سنوات طوال؟!!

نحن نعلم أن بعض الإيرادات إن لم يكن جلها لا تصل إلى البنك المركزي، بل وأكد هذا في وجه منه، ما قاله وجزم به وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي، أمام مجلس نواب صنعاء، قبل عامين..

ونحن نعلم أيضاً أن السحب على المكشوف من البنك المركزي قد ابتدأ من العام 2016 ليصل اليوم حد بلوغ الفضيحة المدوّية والغير مسبوقة على الإطلاق في تاريخ هذا البنك الجمهوري العريق!!!

هل كنتم تكنزون هذه الوفرة، وأكثر منها بألف ضعف في الخزائن والمخازن والبدرومات؟!
الحقيقة لا أعلم؛ ومن قال لا أعلم فقد أفتى في فقه المسلمين.

إن حدث هذا فإنه الفساد المربرب، وبعينيه وشحمة اذنيه، والاستيلاء على أموال شعبنا سطوة وغلبة خلال كل تلك الفترة السابقة التي أدرتم فيها شأن المال العام، وما زال الحبل على الجرار.

لا أظن ما حدث اليوم قد جاء بحسن نية، ولا يمكن احتسابها توبة لطلب عفو وغفران..!

***

والغريب والعجيب أنهم ما زالوا إلى الأمس القريب يقولون لنا:
لا يوجد لدينا ما نعطيه للمعلمين..!
لا حافز لدينا ولا مرتب لمعلم أو موظف؟!
لطالما مات المعلمون والموظفون وهم يبحثون عن حبة دواء، وبعضهم آثر الانتحار عفة وكرامة وخلاص.

***

هل وجدتم دولة أو جهة مانحة، منحتكم كل تلك المشاريع فلتة، بمناسبة مولد النبي محمد “ص” أو بمناسبة ثورتكم الـ 21 سبتمبر التي لم تبارك لنا وللوطن بشيء، بل جلبت لنا البلاء والغلاء، والفقر الذي ليس له متسع؟!!
لا أظن هذا..

لا توجد دولة في العالم توزع المشاريع كما توزع الفاكهة..!!
لم يحدث هذا في كل تاريخ اليمن، فكيف يمكن أن يحدث في عهدكم الذي أشبعنا بؤسا وعوزا وفقرا؟!

***

لم نسمع في تاريخ دول العالم قاطبة أن مسؤولاً لها أفتتح ووضع حجر أساس لـ 269 مشروعاً في أقل من نصف يوم.

لم نسمع قصة في أي دعاية انتخابية جرت في أي بلد من هذا العالم، تحكي أن مسؤولاً أفتتح ووضع حجر أساس في الوقت نفسه لـ 269 مشروعاً في أقل من نصف نهار يوم واحد ما أقصره..!
حتى تقشير البصل يحتاج إلى وقت أطول وعيون لا تسيح ولا تدمع..!!

هل بعتم ما لديكم من أرض بأغلى ثمن للخارج، ووعدكم هذا الخارج بالقيمة، لتفتتحوا كل تلك المشاريع قبل أن تقبضون الثمن؟!

لا أظن أن جنة تأتي يوما من تحت أقدامكم، طالما لم يجد المواطن منكم، وخلال سنوات طوال، لا تعليم ولا صحة، ولا وجبة طعام لوجه الله..!!

***

باختصار شديد نقول:
للكذب حدود
والجنان عاده يشتي قليل من عقل وبصر رحمة بشعبنا المنكوب كل يوم بكذب من يحكمونه.

غير أن ما يغيظنا أكثر، هو استفزازكم البالغ لنا، واستبهال شعبنا إلى حد لا سابق له، وازدراء عقولنا ووجودنا، ولا يخلوا ما تفعلوه بنا من غباء فج، وعيفطة فارغة لا عقل لها ولا عقال.

الحقيقة كما تبدو لنا من هذا وذاك إنما هي بعض من حال حالك وبائس، نعيشه كل عام على عدد أيامه، ونسأل القدر أن يلطف بنا قليلا وبشعبنا المنكوب بمن يحكمونه.

***

Related Articles

Back to top button