تغاريد حرة .. ستظل فلسطين عاراً يدين هذا العالم
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
(1)
في “غزة” كل هذا الموت يجري وعلى هذا القدر من الرعب والبشاعة..!!
إنها بشاعة تفجر عيوننا وقلوبنا وأرواحنا المتعبة..
كل دول العالم من أقصاه إلى أداناه لا تتدخل لوقف هذا الموت، ولم تفكر بوقف تلك البشاعة التي بلغت أعنانها..!!
هذا يعني إن الموت هو من يحكم العالم، لا الحياة التي نبحث عنها.
هذا يعني إن البشاعة تعترش العالم، لا الإنسانية التي نريدها أن تسود حتى في حدودها الدنيا.
وأيضا يعني هذا أن ضمير دول العالم غائب أو مفقود أو معطوب، وأن هناك خطأ فادح في الأمر كله.
كل هذا يعني أن أوجب من الوجوب تغيير نظام وأنظمة هذا العالم القائم اليوم، والذي بلغ منتهاه موتاً وبشاعة ورعبا وصلاحية.
(2)
اشك أننا نعيش شيئا اسمه حضارة، ونحن نشهد هذا القدر من الإبادة والتوحش في فلسطين.
لا يمكن لأي مبرر أن يبرر ما يحدث هناك من توحش وطغيان وبشاعة.
مجرد التفكير بإبادة شعب أو مجتمع ليس فقط أوج الهمجية والوحشية، بل هو عار على البشرية جمعا.
ما نشهد رحاه في “غز///ة” من إبادة هو عار على هذا العالم، وعلى هذا العصر الذي تتوحش بعض أنظمته السياسية في وجه الحياة، ودون رد أو انصعاق.
حتما ستنتصر الحياة، وسينتصر الإنسان، وستنتصر الإنسانية مهما بلغ الطغيان مداه، وبلغ التوحش منتهاه.
لن تهزم الإنسانية ولن تنتهي الحياة..
الهزيمة والعار لأرباب هذا الطغيان والبشاعة والتوحش.
(3)
يا الله ما هذا القهر الذي نشاهده ونعيشه في فلسطين..؟!
قهر لا حدود له..
ما نشاهده في “غزّة” بات تذبحنا كل يوم من الوريد إلى الوريد..!!
لم يعد في القلب مساحة لتحمل كل هذا الموت الوجع والنزيف والدمار والخراب الجلل..
من يملكون اليوم إنقاذها لا ينقذونها.
للشعوب ضمير ولكنه محاصر ومقموع..
دول العالم تتكشف، وبدت اليوم دون عقل أو ضمير أو قانون يحقق الحد الأدنى من العدالة.
واقع يتعدى أحيانا حد التوحش والبشاعة المرعبة.
الإنسانية معذبة إلى اقصاها، والانكشاف بات مهولاً، وكل صار عارياً حتى من ورقة التوت.
“غز/// ة” حتى كتابة اسمها في بعض وسائل التواصل الاجتماعي المتصهينة بات ممنوعا، أو له كلفة وعقاب..!
ومن يملكون إنقاذها لا ينقذونها.
للشعوب ضمير ولكنه محاصر ومقموع بطغيان واستبداد وخيانة..
دول العالم تتكشف كل يوم، وبدت دون عقل أو ضمير أو رشد أو قانون يحقق الحد الأدنى من العدالة.
واقع يتعدى أحيانا حد التوحش والبشاعة المرعبة..
إنسانية معذبة، وانكشاف بلا حدود، وطغيانا يسود ويحكم هذا العالم الذي بات مصلوب بالألم والوجع والموت.
(4)
فتح الطرقات من طرف واحد
ودفع مرتبات الموظفين المقطوعة
صواريخ تستحق الاجلال والتقدير؛ لأنها تصنع فرقاً، وتساهم في تعافي هذا الوطن الممزق، وإفشال المخططات والأجندات الخارجية والاستعمارية في هذا الوطن الذي تم تمزيقه خلال تسع سنوات طوال، و “ما زال الحبل على الجرار”.
(5)
إلى ذلك الذي نحاول أن نوده..
تسع سنوات يجري سحق شعبنا من الداخل والخارج وهو ينصحنا أن نعيش الحياة بهناء، وأن لا نبالي بقضايا شعبنا
واليوم يريد أن يزايد علينا بيومين لم يفعل شيئا غير الثرثرة.
(6)
نريد جمال الثائر لا جمال المصلح”
هكذا قالتها عائشة عبدالرحمن في وجه جمال عبدالناصر
ولكن جمال أستشهد مغدورا، وعائشة عادت تبحث عن المستقبل في أغوار وكهوف التاريخ، فيما لا زالت شعوبنا العربية تبحث عن جمال آخر ولم تجده.
لستُ جمالاً، ولكن أرى الخواتم مهمة، واريد أحسن الخاتمة.
“وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر”
(7)
الأعلام التكفيري لا يخدم قضية فلسطين، ولا يخدم “غزة” ولا يخدم أي قضية عادلة.. بل هو مادة إعلامية للإعلام المضاد، يخدم قضاياه ويدين صاحبه، ويدمغه بالدليل.
جاء في بيان المسيرات: نحمل أمريكا والغرب الكافر كامل المسؤولية عن كل الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
والسؤال هنا: ماذا عن المسيرات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها معظم عواصم الغرب، المتضامنة مع مجتمع “غز///ة” وشعب فلسطين، وتدين حرب الإبادة، وجرائم الحرب، التي يرتكبها الكيان في “غزة”؟!
ماذا عمن ينحاز من أحرار العالم في بقاع الأرض إلى قضايانا، ويدين الإبادة، ويتضامن مع “غزه” ومع الشعب الفلسطيني..؟!
أحرار العالم موجودين في كل دول العالم.. والتكفير الجغرافي والسكاني والعنصري هو خطاب تكفيري وعنصري.. خطاب مأزوم ومهزوم وغير عادل، ويفتقر إلى القضية العادلة.
(8)
ماقدرناش ننصف مجلي الصمدي
كيف بنقدر ننصف الشعب الفلسطيني؟!!
(9)
من المؤلم أن نسمي راتب ٢٠١٤ راتبا في عام ٢٠٢٣
إنهم لا يحسون ماذا حدث !!
وماذا الذي أحدثوه..!!
وحتى ما هو أقل من قليل باتوا يستكثروه..
(10)
هزيمة مناصرة أي شعب في العالم يرجع إلى النخب المهزومة التي تناصره، وتمعن الانتصار على شعوبها بقمعها وإخضاعها وإذلالها، ثم تذهب تزيف وتدلس وعي شعوبها، والبحث عن انتصارات وهمية، ثم تهذي وترغي عن القوة والحرية والعزة والكرامة خارج حدودها، ونحن نعلم أن شعوبها تعاني القهر والفقدان، و”فاقد الشيء لا يعطيه”.
النخب العربية الحاكمة لا تستطيع الانتصار لغيرها إلا بعد الانتصار لشعوبها أولا، وما عدى ذلك مجرد طقطقة وتهريج ومحاولة تنفيس لاحتقان شعوبها.
كامل تضامننا مع شعب فلسطين.
(11)
من السهل عليهم التحريض ضدنا ليدخلوا إلى كروشنا النظيفة من النهب واللصوصية والفساد..
ولكن من الصعب عليهم إن لم يكن من المستحيل أن يمسوا كروش وأوداج النافذين المنتفخة بالنهب والفساد واللصوصية..
إن الفساد والنهب بات سلطة تهدد وجودنا؛ لأن أيادينا بيضاء ونزيهة، وعفتنا نجلها ونموت دونها.
(12)
إيمان البشيري..
بعد أن تابعت قضيتها منذ شهور وصلت إلى طريق مسدود في معرفة مصيرها.
لم يتعاون أحد من الجماعة في الوصول إلى نتيجة إلى اليوم..
من حقنا أن نسأل سلطة صنعاء أين هي إيمان البشيري؟!!
علما أنه تم منعي من ممارسة مهامي النيابية فيما يخص النزول الميداني إلى السجون ومن ضمنها سجون البحث الجنائي في صنعاء
آخر رسالة وصلت لي من ذوي إيمان البشيري المخفية قسرا منذ أربع سنوات تقول:
الله يحميك ويخلي لك أهلك وامك وأولادك ..
لا تنسي قلب أمها المريضة.. يشهد الله وأحلف لك بالله انها مريضه وبيدها الفراشة.
وكم بكيت أمس الليل. كانت تقول: لو تموت وما قد شافت بنتها..
ارحموها الله يرحمكم من سابع سماء..
كل عام وكل سنه يقولوا لنا بعد مولد النبي ولا حس ولا خبر..
أربع سنوات ايش من جريمة ارتكبتها..؟!
احرموها من أولادها وامها وأهلها، واحرمونا منها.
حرام والله حرام كل يوم بكاء وحزن عليها لا حيه ولا ميته.. لا لها حول ولا قوة إلا الله وحده.. الله يفرجها علينا ويرحمنا ويفرحنا ويجبر كسر قلوبنا يا رب العالمين.. يارب.. يارب.
(13)
أوكرانيا، إفريقيا، “غزة” مخاضات عالية الكلفة لتشكيل النظام الدولي متعدد الأقطاب
(14)
من مذكراتي:
حلمتُ أن أكون شهيداً أو أن أخلد شهيداً.. تأثرت بقصة استشهاد سناء محيدلي.. كبرت ولم أنسِ قصتها، وسمّيتُّ ابنتي الأولى سناء تيمناً وإعجاباً بهذه الفتاة اللبنانية التي نفذت عملية انتحارية ضد رتل من عربات الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان.
أعجبت وقرأت عن الثورة الكوبية، وعن الثوري جيفارا في مرحلة باكرة من حياتي.. اسميت ابني فيدل قبل أن يصير اسمه فادي عرفاناً لفيدل كسترو ولكوبا قلعة الصمود، والصوت الذي كان ينحاز إلى قضايا العرب في المحافل الدولية إبان حرب “أمريكا” على العراق.
انتميت إلى اليسار، وسمّيت ابني الثاني يسار قبل أن يصير اسمه يسري.. في مرحلة من حياتي صار انحيازي للفقراء ولليسار في الاقتصاد، وربما في مرحلة أخرى ملت للبرَّلة فيما يتعلق بحرية الفكر، ولكن لاحقاً وجدت اللبرّلة كلّها ربما لا تتسع لفكرة أو كتاب.
***