مذكرات

نجاح وإخفاق !  (1) البحث عن المستقبل .. أحمد سيف حاشد

مذكراتي .. من تفاصيل حياتي ..

السلسلة الثالثة عشر

نجاح وإخفاق !

 (1)

البحث عن المستقبل

أحمد سيف حاشد

موقع برلماني يمني:

تخرجت من الكلية العسكرية.. ولكن إلى أين ؟! بين الأمنية والواقع مسافات شتّى.. رغبتي جارفة للالتحاق بالجامعة، فيما ظروفي المادية عاثرة ومتعسرة، و(راتبي) الذي كنت أتقاضاه في الكلية سينقطع بصارم، وأنا لم أحتال على حاجة أو عوز، ولم أدخر منه شيئا لأيامي القادمات..

كنت ما أحصل عليه أصرفه أول بأول، وكأن شرطي عنيد يلاحقه، فيتلاشى بسرعة قبل أن يدركه.. أصرف بعضه، وأساعد آخرين، وأسلف البعض دون أن أنتظر عودة ما أُسلفه، بل وارفض استعادته في معظم الأحيان، ولإحساسك الإنساني ثمنا يجب أن تدفعه، وانعدام المال ينتقص من استقلاليتك، وينال من حريتك، ويمكن أن يكون عوزك مصدرا لابتزازك ممن يملكون المال، ويبخلونه عليك..

كما أن المال يمكن أن يكون أيضا معضلة تحول دون تحقيق بعض أحلامك وأمنياتك حتى المتواضعة منها، أو على الأقل يعمل على تأجيل تحقيقها، أو كما قال الكاتب والمحاضر في التنمية البشرية روبرت آشتون: “إن مقارنة مصاريفك الشهرية في مقابل دخلك سوف تكشف الحجم الحقيقي لوقوف المال عقبة أمامك.” فما بالي أنا خالي الوفاض واليدين، ولا لدي ما ينقذني من الجوع..

وحتى على افتراض وجدت بعض من حل لهذه المعضلة أو جلّها؛ فسأظل في عوز وحاجة، واستقلال وحرية أقل؛ ولذلك آثرت تأجيل حلم الالتحاق بالجامعة، واستمرار العمل في السلك العسكري، طالما هذا سيمنحني فرصة تحقيق حلمي في الدراسة الجامعية باقتدار، ولو بعد عامين أو أكثر.. هكذا نظرت للأمر أو هكذا حسبتها..

***

كان تخرجي من الكلية العسكرية في الأول من سبتمبر عام 1983 وقد فضّلتُ الالتحاق بلواء الوحدة الذي يقع مُعسكره في محافظة أبين، وكانت تلك هي الفرصة المتاحة الأفضل لديّ.. وكان أغلب أفراد وضباط اللواء قادمين من الشمال إلى الجنوب على خلفية أحداث عبدالله عبد العالم.. فيما كان الالتحاق بغيره متروك للحظ الذي يمكن أن يقذف بي إلى أي جزيرة أو صحراء أو منأى بعيد، وبالتالي ربما يكون متابعة التحاقي بالدراسة الجامعية أكثر صعوبة، وتكون الموافقة على تفرُّغي للدراسة حظ أقل وأضأل..

كان يجب وفق القانون أو النظام المتبع أن أعمل على الأقل عامين في السلك العسكري بعد التخرج من الكلية العسكرية، لأتمكن من التفرغ للدراسة الجامعية، وأحصل على راتب متفرغ يعينني على الدراسة الجامعية..

معسكر اللواء كان يقع على مقربة من عاصمة المحافظة (زنجبار)، وكان كثير من أفراده وضباطه من الشمال كما أسلفت ذكره..

كان قائده اللواء عبدالله منصور ذو الوجه الغضوب، الذي يبتسم بقسمات حادة، ينتسب إلى محافظة أبين.. كنت أشعر نحوه بالانقباض كلما شاهدته، فيما كان يتعامل هو مع زميلي سند الرهوة بلطف وتقدير.. فيما كان أركان اللواء عبد الواحد أحد القادمين من الشمال، أقدر على القيادة منه، غير أنه كان يتجنب أن يكون قويا أمام القائد، وربما كان سلبيا في أغلب الأحيان.. أما النائب السياسي للواء النقيب فتح من أبين، كنت أشعر حياله بنوع من الود والرضى، وكان هو يهتم بي أيضا، ويتعامل معي باهتمام..

في لواء الوحدة جاء توزيعي قائدا لفصيلة في سرية استطلاع اللواء، وكان الملازم أول محمد الحياني من خريجي الدفعة الثامنة (شمالي) قائدا للفصيلة الثانية، والملازم ثاني سند الرهوة من أبين، خريج الدفعة العاشرة، قائدا للفصيلة الثالثة، فيما كان عبده قائد الكهالي (شمالي) من محافظة اب قائدا لسرية الاستطلاع، وأضيف للسرية بعد عام ضابط جديد هو الملازم علوان (شمالي) من محافظة اب، وخريج الدفعة الـحادي عشر كلية عسكرية..

أما صف الضباط في السرية فكان جميعهم من الشمال، وكان يسود بيننا نحن الضباط في سرية الاستطلاع كثير من الاحترام والانسجام والتفاهم كزملاء، ومع الجنود وصف ضباط، كقادة ورفاق سلاح، دون تفريط في النظام أو المهام أو العمل المناط بنا..

 

***

يتبع ..

 

  • الصورة أنا في الوسط والرفيق سليمان على يساري وعلى يميني زميل من الضالع أو ردفان..

 

موقع يمنات الاخباري

موقع برلماني يمني

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر 2

حساب أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

صفحة أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

قناة أحمد سيف حاشد على التليجرام

مجموعة أحمد سيف حاشد على التليجرام

أحمد سيف حاشد هاشم

“Yemenat” news site

MP Ahmed Seif Hashed’s websit

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Facebook”

Ahmed Seif Hashed’s Facebook page

Ahmed Seif Hashed

Ahmed Seif Hashed channel on telegram

Ahmed Seif Hashed group on telegram

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى