مذكرات

(7) امتحان وفاجعة.. أحمد سيف حاشد

مذكراتي .. من تفاصيل حياتي

(7)

امتحان وفاجعة

أحمد سيف حاشد

في سنة ثالث اعدادي تم تعيين علي الخفيف مديراً عاما جديدا لمدرسة الشهيد نجيب وهو من أبناء الجنوب بعد أن غادرها المدير السابق للعمل في الشمال.

 

كان المدير الجديد طيبا وودوداً، وحالما كنتُ أعيش اجواء الامتحانات الوزارية، ولازالت ثلاث مقررات دراسية ينتظرني امتحانها، نقل إليّ مدير المدرسة الخبر الصادم، ولكن بالتقسيط الذي يجعلني أتجاوز عبور امتحانات تلك المقررات بكلفة نفسية أقل تحافظ على مستواي الدراسي في الامتحانات..

 

حاول المدير أن يبقي لديّ الأمل أن أخي أصيب في كمين، ولكنه متعافي، والإصابة ليست خطيرة فيما أخي في الحقيقة قد فارق الحياة.. أراد المدير من خلال نقل ذلك الخبر أن يجنبني أي صدمة تؤثر على وضعي النفسي في الامتحانات المتبقية لي، وأن لا يؤثر ما حدث على نتائج امتحانات تلك المقررات.. أراد أن يقطع أي مصادر أخرى ربما تصلني وتصيبني بإرباك شديد رغم ضيق تداول مقتل أخي.. وفي نفس الوقت قصد أن أتقبل الفاجعة تدرجيا، والحيلولة دون أن يسبب لي ما حدث انهيار محتمل، أو تداعيات نفسية كبيرة حالما أعرف..

 

لقد كان مدير المدرسة محقا وهو يحاول أن يقلل تأثير ما حدث على نفسيتي، وحتى لا يؤثر على نتائج امتحاناتي، وبنفس الوقت يهيئني للتصالح مع الحقيقة الصاعقة..

 

كانت الحقيقة هي تعرض أخي لكمين، وتم اسعافه إلى طور الباحة، وتقرر إسعافه إلى عدن بعد وصوله إلى المستشفى وإجراء بعض الاسعافات اللازمة.. ثم وافاه الأجل بنفس الليلة في الطريق قبل الوصول إلى عدن، ووارى جثمانه في مقبرة “العيدروس” بكريتر.. ألم أقل أن نصف حزني في عدن يا عدن.. من هذا الذي يقتلعني منك، وأحزاني مثل فرحي مثل حبي ضارب في حناياك وأعماقك يا عدن.

 

نجح مدير المدرسة في أن يجعلني أجتاز الامتحان بنجاح، ونجح أكثر في أن جعل ارتطامي بالحقيقة أقل وقعا وشدة..

 

اتممت امتحانات العام الأخير من المرحلة الإعدادية في طور الباحة، وتيقنت بعد حين وبالتدريج صحة خبر مقتل أخي، ومع ذلك ظل الوهم سلطان يساير ما ترغبه النفس وتهواه، وظل وهمي يرفض هذه الحقيقة الأكثر مرارة في حياتي..

 

كم كانت الفجيعة طامة؟! كيف لي أن أصدق الخبر؟!! من فرط التعلق لا نصدق الوقائع حتى وإن شهدناها بأم أعيننا.. إنه الحب والتعلق بمن نحب.

 

تجاوزت المرحلة الإعدادية، وأحرزت نتيجة السنة الثالثة فيها بنسبة نجاح 78% ورغم تواضع هذه النسبة إلا أنني كنت راضيا عنها، وبها انتقلت إلى دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة “البروليتاريا” الواقعة في الطريق الفاصل بين محافظة عدن ولحج..

 

***

يتبع..

 

موقع يمنات الاخباري

موقع برلماني يمني

صفحة احمد سيف حاشد على تويتر

صفحة احمد سيف حاشد على تويتر 2

حساب احمد سيف حاشد على الفيسبوك

صفحة احمد سيف حاشد على الفيسبوك

قناة احمد سيف حاشد على التليجرام

مجموعة احمد سيف حاشد على التليجرام

“Yemenat” news site

MP Ahmed Seif Hashed’s websit

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Facebook”

Ahmed Seif Hashed’s Facebook page

Ahmed Seif Hashed

Ahmed Seif Hashed channel on telegram

Ahmed Seif Hashed group on telegram

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى