مذكرات

الموتُ يداهمُنا.. تساؤلات ووساوس – أحمد سيف حاشد

مذكراتي.. من تفاصيل حياتي

الموتُ يداهمُنا.. تساؤلات ووساوس

أحمد سيف حاشد 

لماذا الموت يا إلهي؟! أعلم أنك حكيم، ولكن السؤال أيضا يبحث عن الحكمة والبيان؟! نحن شغوفون بالمعرفة، وربّما جُبلنا على هذا، ورُبّما في المعرفة تحدٍ وجودي للإنسان.. إننا نحاول فهم ما لا يتأتّى فهمه، وإماطة اللثام عنه، وكشف ألغازه ومجاهله، ومعرفة ما لا نعرفه، حتى وإن كان عصيا عن الفهم والمعرفة منذ البداية، أو تحتاج الإجابة على الأسئلة إلى مداها الزمني المستحق، إلّا أنّ شرفَ المحاولة فيه ممارسةٌ وجودية، تجعلنا نستحق هذا الوجود الذي نعيشه..

المعرفة ربما لا تأتي بالتّسليم، أو بتجاهل مالا ينبغي تجاهله، ولكنّها تأتي من اعتمال العقل والتجربة، وإثارة الأسئلة، ومناقشةِ الفَرْضيات والنظريات، أو استبدالها أو تصحيحها.. فالخواء لا يقدِّم علما أو معرفة أو فَهما لشيء.. ينبغي للأسئلة لتفعل فعلها، أن تنفُذ إلى الداخل وتغوص في العمق، ويجري البحث عن الإجابة عليها، وبذل ما في الوُسْع والاستطاعة من الجهد؛ لاكتشاف ما هو مجهول وغامض، وإزالة كلّ لَبسٍ أو غبش.. سلطانُ العلم هو ما نحتاجه لننفذ به إلى أقطار السّماوات العُلا، والأشياء الكبيرة كما قالوا “تبدأ بسؤال صغير”.. وقيل في حديث “إنما شفاء العيِّ السؤال”.

الأسئلة هي بوابات المعرفة، وهي السبيل إلى ما نسعى إليه من يقين، أو هي وسيلة تدلّنا من أجل الوصول إليه.. نحن هنا نسأل أو نتسأل لنبدِّد حيرةً، تجلي شيئا من معرفة، أو ناصية من علم، أو دليلا نبحث عنه، أو وسيلة في خدمة الإنسان ومستقبله..

ما كان في دروب الأمس عصيا على الفهم والعلم، أو مستحيلا عليه، صار اليومَ معلوما أو واقعا مفهوما وماثلا أمام العيون، ويغدو المستحيل ممكنا، وما كان اليوم عصيا على الفهم والعلم، ربما يصير غدا بديهيّة معرفية، وما لا نطول جوابه اليوم، سنطوله غدا، وغدا لا ينفذ ولا ينتهي في درب الزمن السرمدي أو الطويل..

المستقبل الّذي نرومُ ونعملُ لأجله، سيفكِّك كثيرا من أسرار الكون وغموضه.. فالكون مكنوز بالأسرار الهائلة الّتي لا تنتهي، وتفوقُ كلّ تصور وخيال.. والمعرفة لا حدود لها.. وطالما بقي إنسان في وجوده، سيظل يحتار ويسأل، ويتسأل حتى يصل ويطمئن إلى ما يمكن الوصول إليه، أو يظل يعدِّلُ فيما كان يظنه يقين، حتى يصلَ إليه، أو الحد الأدنى منه، ويستمرّ تراكمُ العلم لاكتشاف المزيد، ويستمر الإنسان في حصاد المعرفة، وفي مدى ربما لا ينتهي إلا بفنائه..

يتسألُ البعض: إن كان الموت ضرورة والحياة ضرورة، فأنت يا الله على كل شيء قدير.. ماذا كان سيحدث إن عُدمت الضرورات، ولم يخلق الله الخلائق، ولم تشهد الأكوان والعوالم حياةً ولا موتا؟! ثم يجيب: ربما لو حدث هذا لأنعدم الحزن الوخيم الذي يملأ هذا الوجود على اتساع ما نتخيله.. هكذا أحيانا يجوس ويتمرّد علينا السؤال في محبسه، ولاسيّما عندما تصير كلفة السؤال أو الإجابة عليه حياة صاحبه..

كان الأفضل عدمي، أما وقد وجدتُ فأنا أكره الموت يا الله، وأكره عندما يخطف منّا من نعزّهم ونحبّهم.. البقاء غريزة قوية فينا، أو جاءت معنا عندما جئنا، لا دخل لنا فيها، ولا حولا ولا قوة.. أكره الموت عندما يخطف منّا حبيبا أو عزيزا، أو حميما..

الموت عندما نتعلق بمن نحب رهيب جدا.. الموت سكونٌ موحش.. ربّما عدَما وفراغا يدوم.. ربّما الموت فراق للأبد، ورحيل بلا نهاية.. ربما هو خراب وحزن ثقيل جدا على بني البشر.. هذا ما أشعر به عند رحيل كلّ عزيزٍ، فيما الموت عند الميت ربما شيء مغاير ومختلف..

الموت حالةٌ ربّما تتأخّر، ولكنّ مجيئها في حُكمِ الأكيد.. كبارُ المسلَّمات ربّما تكونُ محلّ ظنٍ وشك، أمّا الموت فحقيقة ويقين.. هو ناموسٌ كما قيل، لا يقبل الشكّ ولا التفاوض.. ولكن لا يدري الجميع أو الكثير أو البعض بيقين ماذا يحدث لنا بعد الموت والغياب الطويل.. لم يعد أحد من الموت ليخبرنا بيقين ماذا بعده..!

***

يتبع..

 

موقع يمنات الاخباري

موقع برلماني يمني

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر

صفحة أحمد سيف حاشد على تويتر 2

حساب أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

صفحة أحمد سيف حاشد على الفيسبوك

قناة أحمد سيف حاشد على التليجرام

مجموعة أحمد سيف حاشد على التليجرام

“Yemenat” news site

MP Ahmed Seif Hashed’s websit

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Twitter”

Ahmed Seif Hashed “Facebook”

Ahmed Seif Hashed’s Facebook page

Ahmed Seif Hashed

Ahmed Seif Hashed channel on telegram

Ahmed Seif Hashed group on telegram

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى