وجهة نظر - فضاء حر

حلم كبير وخيبة أكبر منه

برلماني يمني

أحمد سيف حاشد

كانت الوحدة اليمنية في يوم ما، أملنا وحلمنا الكبير بعد أن تبدد ما هو أكبر منها، وانتصر ما هو صغير على ما هو كبير وعظيم.. كنّا كلما بدأنا نرى هذه الوحدة تدنوا وتقترب منّا، نتفاجأ بأحداث وظروف تغيّبها عنّا مرة أخرى نحو المجهول، أو ترجيها إلى موعد غير معلوم، أو تجعل من أمر تحقيقها ما يشبه المستحيل.

في آخر أيام الرئيس إبراهيم الحمدي كانت الوحدة اليمنية قد بدت وشيكة التحقيق، أو دنت إلى مسافة كادت تكون على مرمى حجر، أو هذا ما تبدى في مخيالنا، ثم أصبحنا على خبر فاجعة اغتياله.. تبدد الحلم الذي كان ينمو ويكبر أمام عيوننا ببيان نعي ذابح وأسيف.

يومها وأنا استمع المذياع في مفرج بيتنا القديم في قريتنا أذكر أنني أجهشت بالبكاء وبحرقة ومرارة وخيبة مزلزله.. شعرت بقهر وانسحاق لا مثيل له، رغم أن عمري يومها كان دون البلوغ.. كنّا في تلك الأيام كبارا مثل أحلامنا، وإن كانت أعمارنا لا تزال صغيرة.

كان حُلم الوحدة اليمنية بعض من نشأتنا وتكويننا.. تعلقنا به من نعومة أظفارنا.. تنشّئنا عليه.. عانينا من أجله.. صار جزء من وجداننا العميق.. الوحدة ظلت لعهد طويل حُلمنا وهدفنا وخيارا لا نحيد عنه.. 

أما وحدتنا اليوم فقد نالوا منها بحرب ضروس، وصراع محتدم، وكراهية تموج، وأحقاد وضغائن وأنانيات أشد علينا من السم الزعاف، وتوالت الخيبات الكثار، غير أن الأمل لا ينتهي، بل سيظل أقوى من الجميع، فإن أدركنا اليأس في مرحلة فستحمل وتلد في مرحلة قادمة. لن نكل ولن نمل، وسنصل ذات يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى