كُدت أموت!
أحمد سيف حاشد
ماتت نور وسامية وكُدتُ أكون ثالثَهما.. مررت بنفس الحال والأعراض.. كنت أصرخ فجأة كزمجرة رعد على حين غِرّة، فيما يسارع أبي أو أمي في حملي من الأرض أو قاع المكان، وما أن أعود للأرض مرة أخرى حتى يعود الصراخ.. وأظل محمولا حتى أنام، وأحياناً أقوم من نومي صارخا، ويتكرر المشهد، وتزداد مخاوف أبي وأمي وتوجسُّهما أنني للحياة مفارق.
لماذا أصرخ ؟! ما زلت أذكر ولا أدري هل هي أعراض وتهيئات أم ماذا؟!.. أتحدث هنا عن “مشاهده” ربما تكون غير حقيقية أو غير واقعية.. لا أستطيع أنسى ما كنت “أشاهده”.. ما زال “المشهد” عالقا بالذّاكرة، حافرا فيها، وما زال تفسيره وكنهه غامضا وعصيّا على فهمي إلى اليوم، وربما العلم قد قال قوله في حالة كتلك من زمن، دون أن اطلع عليه.
كنت “أشاهد” ثعبانا أبيضا يخرج من القاع.. طوله بحدود المتر.. له أرجل.. أرجله منتشرة على حافتيه، ورأسه مربعٌ متناسقٌ مع جسمه باستثناء أنه مميزٌ بعينين مدوّرتين، وعرض رأسه أكبر بقليل من عرض جسمه، ولديه شعرتان في مقدمة رأسه وكأنها للاستشعار..
“أشاهده” بغتة! يخرج من القاع يجري؛ فأصرخ بهلع بالغ، كما كانت تصرخ الأختان (نور، سامية) صراخ ناري ومتفجر يشقُّ الجدار.. كزمجرة رعد يأتي بغتة على نحوٍ صادمٍ في لحظةِ شرود وتيه.. صراخا ليس له موعدٌ يشق الليل أو النّهار.. ينمُّ عن “مشاهدة” أمر صادم، ومرعب وفظيع.. شيء ما يجعل الفزع والجزع يشقني نصفين.
وعندما كان يحملني أبي أو أمي يختفي هذا الثُّعبان بالقاع، لا أدري كيف يختفي، ولكنَّه يختفي، وعندما يطرحاني على الأرض، “أراه” من جديد يخرج من القاع الإسمنتي، ويزحف بسرعة في قاع الغرفة، ويتكرر هذا المشهد، ومعه يتكرر الصراخ.. كان يحملاني أو يتناوبان على حملي حتى أنام.. أبي وأمي لا يرانه، أنا كنت الوحيد الذي “أراه”، ولذلك لم يستطيعا اكتشاف سبب الصراخ وما “أشاهده”، إن كان لما “أشاهده” كشفا بوجه ما، رغم ما يبدو لي اليوم من استحالة واقعيته..
في إحدى المرات، تكرر مشهد الصراخ وعندما لمح أبي على يدي خربشات قلم، قام بمسحها، فانتهى صراخي ولم أعد أراه.. فهم الأمر على ما كان سائدا من وعي وثقافة، وتبدّا له أنني كتبت على يدي اسم “شيطان”.. ولكن هذا التفسير غير مقنع، ولا يستقيم، لأن حالات كثيرة تكررت معي ومع سامية ونور، دون أن تكون هناك كتابة أو شخابيط .. فهل ظلمنا الشيطان؟!
***
يتبع..
صفحة احمد سيف حاشد على تويتر 2
حساب احمد سيف حاشد على الفيسبوك
صفحة احمد سيف حاشد على الفيسبوك
قناة احمد سيف حاشد على التليجرام
مجموعة احمد سيف حاشد على التليجرام
Ahmed Seif Hashed’s Facebook page
Ahmed Seif Hashed channel on telegram
Ahmed Seif Hashed group on telegram