رسالة إلى رفيقي قطران في زنزانته
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
إلى رفيقي الإنسان القاضي الحر عبدالوهاب قطران..
أثق أنك قد أعتدت على محبسك الإنفرادي، وتغلبت على التحدي الذي كانوا يريدون أن يهزموك به.
صرت أقوى منهم، بل وتزداد كل يوم قوة وألق وشموخ.
صرت أقوى من سجانيك..
أكثر فولاذية من جدران زنازينهم الصدئة..
أقوى من السلطة الغبية التي تسعى لإذلالك فينتصر شموخك عليها مرتين وعشرا.
من هذا الذي يعشق التاريخ ويخشى السجن يا رفيقي وصاحبي وحميمي..
ستؤرخ من كل بد..
لهم الملك ولنا التاريخ..
ستخرج من سجنك بطلا شامخا تبلغ الجبال طولا وهامة.
كلما طال سجنك فأنك تدينهم أكثر..
يضاعف رصيدك وتقوى عزيمتك وينبض تاريخك بالنور والخلود..
أرادوا هزيمتك بالادعاء والتلفيق فأرتدت الهزيمة وخستها إلى نحورهم مضاعفة.
أرادوا اسقاط سمعتك؛ فسقطوا هم في وحل من السقوط، فيما أنت كل يوم تنتصر وترتفع..
فليطول سجنك يا صديقي لتبلغ السماء شموخا وكبرياء وبطولة..
لطالما خسروا أمامك خسرانا مبينا.
زادوا انحسارا وضعة، وسقطوا سمعة ومقام.
أرادوا خفض قدرك أمام مجتمعك فزدت علوا وشأنا.
صحيح أنهم يكسبون هناك ولكنهم يخسرون هنا أضعاف ما يكسبونه، والأيام بيننا.
من زنزانتك اليوم أنت تحاكمهم وتحاسبهم حسابا عسيرا
ومن لا يفهم اليوم سيفهم غدا بكلفة أكبر.
ستظل تحاكمهم وتحاسبهم من محبسك ومن خارجه.
وغدا بيننا قيامه.
إنهم اليوم محكومين بخوفهم وفزعهم ورعبهم مهما تظاهروا بالقوة والعنفوان..
رحم الله عظيم اليمن الكبير عبدالله البردوني وهو يقول:
“لهم حديد ونار وهم من القش أضعف”.
ثق أنك ستنتصر عليهم
وينتصر شعبنا من كل بد.