تغاريد غير مشفرة

تغاريد غير مشفرة .. زواج ومحرم

برلماني يمني

أحمد سيف حاشد

(1)

فشل مدو وعاهات مستديمة .. يهربون من استحقاقات التاريخ إلى ما قبله .. يهربون من وجه المستقبل إلى مغارات الماضي وكهوفه .. منعزلون عن العصر، مطمئنين إلى غربته .. ثبات لا يعرف تغيير أو زحزحة، و ردة حضارية تعيش قطيعتها مع الأيام الأجمل التي لم تأت بعد، ودعاة يلوذون من النور بالدياجي المعتمة..

(2)

عقدهم الجنسية غائرة في نفوسهم المثقلة بالماضي المجحفل بالظلام الكثيف .. تفكيرهم بالغ وقلق بشعر المرأة وخصرها وأطرافها .. قلق لا يهدأ ولا يستكين .. عالقين بالعورة وما تحت السرة .. همهم الأول وسرهم الخطير وإقامتهم الدائمة في معاقل المرأة وردهاتها .. يا لخيبة لا تتسع لها ارض أو سماء.

(3)

‏باذخ ما هو متوفر لديهم .. فتاوى مشبعة بظلام كثيف، وفتاوى حرب معممة بالموت، ومخزون كراهية مدججة في النفوس، وفي أنانيتهم طغيان عرمرم، وانشداد بقوة ألف حصان إلى كل ظلام دامس ومكتظ بالعفن، وعلى الضد من الإنسان والعصر والحضارة .. غير قابلين للتطور والأنسنة إلا بمعجزة أو قدر..

(4)

‏يفتشون داخلك وخارجك .. يبحثون في نواياك وطواياك .. يفتشون جيوبك وحقائبك وارصدتك، وخباياك .. يبحثون عما تملك.. يقيمون حربا بحثا عن غنيمة حرب، حتى وإن تلاشى وطن، وهلكت أرض وضرع ونسل..

(5)

‏بتزمت وتشدد يحبسون المرأة بين جدران بيتها كالجارية، وعند الخروج تلبس الأسود والثقيل حتى تبدو خيمة من ظلام تكب على الارض وتتدحرج في الطريق، وفي السفر محرم لشرف يدعونه، ولا يعبؤون بعوز أو فاقة او مجاعة شعب يعاني ويموت.

(6)

‏ليس لديهم رؤيا أو خطة غير عبث من ظلام وطغيان .. ليس لديهم فكرة .. ليس لديهم مشاريع ولا تنمية .. لا تأسيس ولا تطوير .. كل ما لديهم ظلمات فوق ظلمات وعبث بلا حدود.

(7)

القات صعدي..
زوجوهم .. وبعدها كل واحد يدبر حاله..

بدون عمل.. بدون دخل .. بدون مستقبل .. هذا لا يهم..

أطفالهم لا يهم أن يتعلموا أو لا يتعلموا .. يتعالجوا أو لا يتعالجوا .. يعيشوا على ثلاثين ألف ريال أو معدمين ومتشردين..

أهم شيء تناكحوا وتناسلوا لنباهي بكم الأمم.
والرزق على الله.

(8)

كان الأولى أن تؤسسوا لهم مشاريع تنموية تعولهم من كد عملهم..

كان الأولى خطط وتنمية تتكفل بمستقبلهم، غير أن ما عرفناه إن السلطة على قطيعه مع التخطيط ومع التنمية تحديدا.

السلطة لا تعرف بابها ولا ألف فيها ولا با .
كيف يجد الجيل مكانا في المستقبل بدون تنمية ترفع منسوب كرامته المُهدرة، وبدون مدارس يتعلم فيها، ومستشفيات يتعالج فيها مجاناً..؟!

(9)

إنهم يصنعون وطن للأغنياء..
غابة يسودها الأقوياء والأغنياء
أما الفقراء فسيجدون أنفسهم يتكاثرون دون وطن ولا مداخيل ولا كرامة..
إنه منكح أبو أسد

(10)

ولكن لا بأس .. الحروب هي مستقبلهم..
محاطب الحرب هي من ستتكفل بهم..
الحروب تنتظرهم وستحتاج إلى المزيد..
لا بأس إن أرملت أمة وثكلت الأمهات..
المهم الحروب التي ستعود لهم بأحمال الغنائم والفساد العرمرم..

(11)

يتباهون أنهم زوجوا عشرة آلاف عريس
ويتوعدون بأكثر، ومضاعفة العدد كل عام
حروب حصادها موت وضحايا وجرحى ومعاقين وثكالى وأرامل وأيتام، وفقراء ،ومعدمين، ومنكوبين بسلطة كل همها مضاعفة ما نحن عليه من حال أكثر من سيء.

جوع ومجاعة وأمراض وجهل وتشرد وتخلف وضياع..

حروب لا تنتهي، وسباق مع الموت لا تريث فيه ولا مهل..

(12)

حروب ومحاطب حرب وجحيم..
فساد تغوّل، وغابة أشرار وضواري تأكل الأكباد والأفئدة..

أرامل تتكاثر، ومعاناة تجتاح حياتنا كل يوم بأشد من سابقه..

وطلاق في سباق، لا نلحق أن نقول له على رسلك ..
طلاق يتكوم في المحاكم وخارجها أكثر منه بعد أن ضاقت اليد وتقطعت السبل وقطعت الأرزاق عن أهلها.

(13)

مصائب وموت وجهل ومرض يداهمنا من كل حدب وصوب..

لا حل ولا أمل في قريب أو منظور..
وسلطة فاسدة وفاشلة وعابثة تعالج كل ذلك بخيباتها القاتلة..
وخيبة جديدة اسمها “زوجوهم”.

وبعدها لا علم ولا تعليم ولا عمل ولا باب لرزق..
إنه منكح أبو أسد، ولكنه بثوب من حرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى