تغاريد حرة .. احتقان وفشل مضاعف..!!
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
احتقان مجتمعي مستمر بسبب سوء وتدهور الأوضاع الاقتصادية، يرافقه انسداد سياسي مستمر، بلغ حد يقترب من اليأس وفقدان الأمل.
غياب الحلول الجادة التي تستهدف مكمن الخلل، واستمرار التراخي في صنعها، رغم ما يلح من حاجة وضرورة، و إعادة إنتاج الفشل للمرة العاشرة، واستمرار المعالجات التي لا تستهدف الأسباب والعلل، لن يؤدي إلا إلى مزيد من السوء والتدهور، وفقدان السيطرة، وزيادة احتمال المستحيل في النجاح والمعالجة.
***
هناك من نراه يضع كل رهانه على القوة وحدها ليستمر، دون أن يعلم أن القوة ايضا تخون أصحابها، ولو بعد حين ربما لا يطول، ويحل الإنهيار بغتة في لحظة صادمة، ويكون لوهم القوة التي راهنت عليها كلفة مهولة وفادحة.. اقرأوا تاريخ كل طغاة الأرض، لتعرفوا كيف كانت تلك النهايات على أصحابها، وربما على الأوطان أيضا.
كما أن عدم وجود أثرا للوعود الذي تم ويتم قطعها أو إطلاقها، تؤدي إلى مزيد من المرارة والخيبة، وفقدان ما بقي لدى الناس من أمل ورصيد ثقة، فيحل اليأس والقنوط، ونفاد الصبر، فيتفجر ما في النفوس، وينقلب الحال رأسا على عقب.
***
كل المهدئات والمسكنات التي تم ويتم إطلاقها يزول مفعولها أو يقل تأثيرها بتكرارها، والمكرر لدينا بات باذخا وعبثيا إلى حد بعيد، واستمرار هذا الحال وتراكمه في الواقع، لن يؤدي إلا إلى النهاية التي لا تريدها.
ما تبقى لك في أفضل حال مجرد وقت، لا أظنه يطول.. والخصوم يراهنون على الوقت الذي تهدره دون أن تحقق متنفسا أو انفراجا، حتى وإن كان ضئيلا، لعله يطيل من ملكك قليلا من الوقت.
***
ويبقى السؤال:
هل من منقذ لهكذا حال قبل أن تفرض عليك الحلول من قريب ومن بعيد..
ولنا هنا أن نقول: “خير البر عاجله” بعد صبر كاد ينفد.
ولنا هنا أن نذكر للمرة العاشرة..
الواقع الزائف الذي تراه ليس وجه الحقيقة ولا حتى رجلها، بل هو سراب خادع، ووهم لا أساس له من وجود، ونتيجته ستكون حطاما، أو إرتطاما أشد، بقدر ارتفاع سقف توقعاتك، ومقدار الخداع الذي يصنعه منافقوك، وينطلي عليك لتتحول إلى مغرر به، واكتشاف تغريرك بعد فوات الأوان، لن يفيد ولن يغير النتيجة، وستقول لك الأيام “لات ساعة مندم”.
***
البعيد عن الواقع لا يرى ولا يسمع إلا بزلزلة صادمة لم يعد ينفع معها كل الحلول التي فقدت مع الوقت مصادقيتها وصلاحيتها للانتظار، فضلا عن الحضور.
ما زال للوقت بقية متبقية إن أهدرتها فالنتيجة بادية كالشمس، والحليم من يرى الأمور كما هي، ليعرف إلى أين المآل، وإلى أين تنتهي تلك الأمور..
مجرد نصيحة صادقة مثل الدواء المر الذي ينبغي البحث عنه، أما النفاق فما أكثره و “على قفا من يشيل”.