تغاريد غير مشفرة

تغاريد غير مشفره .. ما نبالي..!

برلماني يمني

أحمد سيف حاشد

(1)

‏يرحبون بالسعودي في السجن المركزي لزيارة أسراه..
ويمنعون لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس نواب صنعاء من زيارة السجن المركزي لرفع المظالم عن كاهل السجناء اليمنيين..
غصة ذابحة ومفارقة مثل نصله سكين مغروزة في القلب.
إنه وجه من الوجوه الدميمة التي عرفناها بعد عهد وتقية..

(2)

جميع أطراف الحرب غير مؤتمنة على صرف الرواتب بحسب كشوفات 2014

إذا جاءت الرواتب بعد انتظار طال، يجب أن تتولي الصرف جهة محايدة محلية أو خارجية لا تخضع لضغوط أطراف الصراع.

إيكال الصرف لأحد أطرف الحرب يعني مشكلة وأزمة جديدة وتمكين هذا الطرف أو ذاك من الحصول على غنيمة حرب جديدة.

(3)

عندما تتفاوض السلطة مع المهربين اعلم إن السلطة قد صارت بعض منهم.

وفاة ١٨ طفل و ٣٠ طفل في العناية المركزة بسبب الأدوية المهربة..

هذا بعض ما علمناه .. وما لا نعلمه اكثر.

(4)

واحد منهم في تحريضه للسلطة علينا قال فيه:
“‏‎لا أعلم هل سلطة صنعاء تغض الطرف عن  مثل هذا الذي يعد عضو في البرلمان ويخون السلطة ويتهمها بالمليشيا وبالخيانة ويحرض ويبرر للتحالف من وسط صنعاء بل وصل به الانحطاط أن هتك اعراض المجاهدين الذين يحمونه وهو يمجد للعدوان من وسط صنعاء. اليس في الدستور مادة تعتبر مثل احمد سيف خائن وعميل.”

فرديت عليه بالقول:

اولا : ‏لا يوجد نص يجرمني في ممارسة حقي في الانتقاد وحق الراي والتعبير، والتصدي للفساد. بل هذا الاخير اعتبره بلاغا للجهات المختصة وفقا للقانون.

ثانيا: أنا لم اقل الحقيقة كلها بل قلت بعضها حتى لا افزعك بكلها.. لازلت أتعاطى معكم برفق ولين.

ثالثا: إن كنت تبحث عن الحقيقة فالحقيقة علقما عليكم.. اسئل عن اجتماع رئيس الحكومة ووزير المالية السابق صالح شعبان بكبار المهربين، وماذا قال لهم المهربون وكيف استفزوهم..!!! وبامكانك ايضا تطلع على المحضر المكتوب بينهم.

الخلاصة: إن سلطة المهربين أكبر من سلطة الحكومة يا أحمق.
كنت غير مضطر لأكشف هذا لولا حماقتك..

(5)

علاقة السلطة بالتهريب والمهربين علاقة وطيدة تطورت في جزء منها حتى بلغت حد التماهي، أو بالأحرى باتت السلطة في جانب منها حارسة وحامية للتهريب في أكثر من جانب وصعيد إن لم تكن قد صارت هي بعض منه.

منظومة فاسدة تزدري الدستور والقوانين وتعمل على اتساع وتوطيد وترسيخ فسادها و وجودها ونفوذها.

والدليل إننا لم نر هامورا فاسدا واحد يقضي عقوبة خلف القضبان بتهمة الفساد وما إليه، رغم إن فساد سلطات الأمر الواقع هنا وهناك بات مرعبا على نحو مهول وغير مسبوق.

(6)

كان زمان الدواء مدعوم من الدولة.

اليوم مثقل بالضرائب والجمارك والجبايات..
وأكثر منه يجري تهريبه ليذهب الثقيل على الناس إلى جيوب الهوامير والفاسدين.

وأكثر من هذا وذاك أن هذا العلاج يتحول إلى سم قاتل، أو يؤدي إلى مضاعفة المرض،

وفي أحسن الأحوال لا يجلب العافية فيما يمضي المريض إلى حتفه بسبب أن العلاج بات لا يفيد.
وهكذا نجد أنفسنا هنا في اليمن نشتري الموت بالمال “كاش” وتقسيط!!!

(7)

نحن لا نكترث ولا نهتم بوفاة بل بمقتل ١٨ طفل والعشرات من الأطفال لازالوا في العناية المركزة بسبب الدواء المهرب، لأن الموت بات لدينا أمرا معتادا،

ولا يلفت نظر السلطة التي لم نسمع إنها استنفرت نفسها واتخذات ما يلزم، وكان المفترض في اي بلد بالعالم أن تقوم قيامة.. قيامة على السلطة وقيامة المجتمع عليها.

انتشار ثقافة الموت، وانتشار قيم الفساد، والاعتياد على استرخاص السلطة لحياة مواطنيها، جعلتها وجعلتنا ما نبالي.. ما نبالي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى