تغاريد غير مشفرة .. هدن تفقس سماً
برلماني يمني
أحمد سيف حاشد
(1)
هل تذكروا عندما قالوا سيتم فتح كل الطرق، حتى وإن رفض الطرف الأخر سيفتحوا كل الطرق من طرف واحد
ماذا حدث..؟!
مضت هدنتان والحصيلة بقاء الحال على حاله.
والأن بخصوص المرتبات لا اظن يحدث إلا ما حدث للطرق..
هدنة جديدة لن نجني فيها غير الوهم والمكايدة والآمال الكاذبة ومزيد من المتاعب لشعبنا.
لم نعد نصدقهم ولو أتوا إلينا يحملون لنا رؤوسهم بأيديهم لن نصدقهم.
رصيد مصداقية جميع الأطراف نفذت ولم نعد نصدق أي طرف منهم.
هم يريدون فقط أن يمرروا تثبيت مشاريعهم التمزيقية الصغيرة على الأرض ومشاريع وأجندات من يقف وراءهم على الضد من مصالح شعبنا.
(2)
ماذا يعني الرواتب على الطاولة..؟!
على الطاولة يعني قيد البحث والحوار والمباحثة.
حوار قد يطول ويتسربل إلى يوم الدين.
حوار عصّادين جربناهم أكثر من سبع سنوات..
لا غيرة ولا وطنية ولا انتماء ولا إنسانية.
لا آلية ولا تزمين ومعها ألف لا.
وأكثر من هذا شيطان في كل تفصيل وما أكثر التفاصيل.
(3)
هدن ليس للعبور إلى السلام الدائم
ولا إلى حل سياسي شامل في اليمن
ولكن هدن لتثبيت الأمر الواقع، والإمعان في تقسيم اليمن، ونهب ثرواته، واحتلال جزره واستقطاع مزيد من أراضيه.
هدن لاستمرار جباية الشعب وإثقاله بمزيد من المتاعب والأعباء المعيشية اليومية، والأهم أن يتم ذلك دون أن يقابله أي التزامات أو استحقاقات للشعب.
هدن تتضمن المراوحة ليرون تطور الحرب الأكرانية إلى أين ليتقرر المصير النهائي لليمن الممزق والمرتهن والمحتل.
(4)
هدن لتمكين أطراف الحرب من خلس شعبنا بالجبايات، وتكريس الأمر الواقع بفجاجة، وتدمير ما بقي من دولة ومؤسسات، وتعليم وحقوق، وإتاحة الفرص تباعا لأطراف الحرب لبناء كياناتها التمزيقية، وتنفيذ مشاريعها الصغيرة بشتى مسمياتها، وبما يحقق الأطماع والأجندات الخارجية، على حساب اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه .. هدن تنتهي إلى أمر واقع خلاصته “كانت يوما هنا يمن”.
(5)
هدن لتحويل ما بقي من وطن لغنيمة حرب بين أطرافها، وممارسة سلطات الأمر الواقع هنا وهناك لمزيد من الإفقار المتعمد لشعبنا وتحويله إلى متسول لا يملك غير الصدقة والطاعة، وسحق الطبقة الوسطى في المجتمع بالفقر المتعمد والأكيد، واستمرار نهب المواطنين تحت كل عناوين الغلبة والأمر الواقع، وإثقالهم بالجبايات التي لا تنتهي، والاستيلاء الممنهج وغير الممنهج على ممتلكات ومكتسبات شعبنا خلال سبعين عاماً مضت، واستمرار نهب ثرواته، وتعطيل موانئه ومصالحه الحيوية، واستمرار سياسة الإحلال الوظيفي في الجهاز الإداري للدولة، وهدم مبادئ الدستور المتعلقة بالمواطنة والعدالة والمساوة، والاستيلاء على ما ورد في الدستور من ضمانات وحقوق للمواطنين، وتكوين جيوش طائفية وفئوية وجهوية ومناطقية وتعبئتها بالإيديولوجيا والولاء لغير الوطن.
(6)
من كتابي قيد الإعداد “ابن الدباع” :
…. وبعض الوقائع أجد نفسي مرغماً على تحاشي البوح بها، مضطراً لأكتم سراً هنا أو أتجاوز ذكر سبب أو واقعة هناك كونها عصيّة أو ممنوعة من البوح، في مجتمع لازال جلّه إن لم يكن كله يقدّس جهله؛ فأهيم باحثاً عن فضاء واسع سقفه السماء، فلا أجده، ولا أجد حيلة أو وسيلة أو سعة.
ألوذ أحياناً بالمدارة والتمويه، أو المقاربة والمناوشة، واستخدم الرمزية والإشارة والاستعارة لضرورة تحملني عليها، وتعويم التفاصيل ليوم آتي إليه وهو أقل طغياناً وقمعاً، أو أجد فيه من الحرية متسع.. هذا اليوم قد يأتي وقد لا يأتي على عهدي.
ربما تخلل بعض ما كتبته إذعاناً للقانون الذي يسود، وهو قانون لازال في جزء منه يعيش ماضيه ودياجيه، متحاشي بحدود ما غضب المجتمع، أو ما يمكن اعتباره تعدّياً صارخاً على أهم خصوصياته، وعالمه الخفي الذي يأثر السكوت عنه بعيداً عن البوح والمكاشفة، والحقيقة المُرّة، أو حتى لا يبدو الأمر فيما أكتب مغالياً وشاطحاً، أو مستفزاً وساحقاً لصميم عادات وتقاليد المجتمع، وفكره الديني السائد، وهي مهمة جسيمة أضنها تحتاج إلى تراكم مازال بعيد المنال.
***